تتواصل تداعيات وفاة أحد المتطوعين بفوج المجندين 2019-2020 في إطار الخدمة العسكرية، والذي لفظ أنفاسهالأخيرة يوم الجمعة الماضي، بالمستشفى العسكري «مولاي إسماعيل» بمدينة مكناس. فبعد الضجة التي خلفتها وفاته وسط عائلته ومعارفه وأصدقائه بمدينة آسفي، والذين طالبوا خلال تشييع جثمانهالسبت الماضي بكشف حقيقة وفاته، أكد بلاغ للقوات المسلحة الملكية، أن الوفاة ناتجة عن مضاعفات في حالتهالصحية بسبب داء السكري، وهو ما أكده تقرير التشريح الطبي الذي أجري على الجثة، تورد مصادر «أخباراليوم «. لكن التداعيات وصلت إلى مستوى قرار القوات المسلحة مراجعة الملفات الصحية لكافة مجنديه تحت قانونالخدمة الإجبارية. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الجريدة من مصدر قريب من الموضوع، فإن الشاب المتوفى، والمسمى قيدحياته، عبد الكبير حسبي 22 سنة، والمنحدر من المدينة العتيقة لمدينة آسفي، كان قد التحق في ال19 من شهرغشت الماضي، بالثكنة العسكرية بمكناس، والمخصصة لعملية انتقاء وإدماج فوج المجندين 2019-2020 فيإطار الخدمة العسكرية، حيث جرى قبوله بالخدمة، بعدما صرح لأعضاء لجنة الانتقاء أنه غير مصاب بأي مرضمزمن أو معدي، وأمضى بالثكنة أقل من أسبوعين قبل أن يصاب، صبيحة يوم الجمعة الماضي، بوعكة صحية نتجتعنها حالة إغماء، تطلبت نقله إلى المستشفى العسكري مولاي إسماعيل بمكناس، وهناك وبعد إخضاعه لتدخلاتطبية، يضيف ذات المصدر، ظهر أن الشاب يعاني من داء السكري، وهو ما أكدته تحاليل أجريت له عقب تعرضه لحالةغيبوبة بالثكنة العسكرية، coma hyperosmolaire، حيث ربطها مصدر طبي بتعرض الشاب المصاب بمرضالسكري من النوع 2، لغيبوبة مفرطة في الأوعية، وذلك بسبب نقص السكر في الدم و»الحماض اللبني»، وهي منالحالات النادرة والطارئة، والتي تصاب مرضى السكري، شأنها شان النوع الثاني المرتبطب»la décompensation acidocétosique» ويسمى «الحماض الكيتوني المعادي»، يقول مصدر قريبمن الموضوع. من جهته، فسر بلاغ القوات المسلحة الملكية، الصادر يوم وفاة الشاب المتطوع للتجنيد، والذي التحق بالتكوينالعسكري، فئة ضباط الصف، والتي تضم المجندين المتوفرين على الأقل على شهادة الباكلوريا، (فسر) سبب وفاتهبناء على تقرير أعده الفريق الطبي الذي تابع حالته بالمستشفى العسكري مولاي إسماعيل بمكناس، بأن الوفاةناتجة عن انقطاع الشاب عن أخذ حقنة الأنسولين، بعدما أخفى مرضه عن لجنة الانتقاء، مما تسبب له في مضاعفاتصحية أدخلته حالة إغماء وغيبوبة على مستوى الأوعية، وهو نفس التفسير الذي قدمه التشريح الطبي الذي أجريعلى جثة الشاب بنفس المستشفى العسكري بمكناس، تورد مصادر «أخبار اليوم». وأفادت مصادر متطابقة للجريدة، بأن تقارير الأطباء بالمستشفى العسكري بمكناس، كشفت إصابة المجند المتوفىبداء السكري من النوع الأول، بعدما أخفى الشاب مرضه، وقبل أن تخرج أمه عن صمتها وتخبر الأطباء ومسؤوليالثكنة العسكرية بمكناس، أن ابنها كان مصابا بالسكري منذ كان في ربيعه ال16، أي قبل حوالي ست سنوات عنوفاته، وأنه عمد لإخفاء مرضه حتى يتمكن من ولوج الخدمة العسكرية، والحصول على عمل قار يعيل به عائلته التيتعاني وضعية الهشاشة بالمدينة القديمة بآسفي، وهذا ما أكدته للصحافة أم المجند المتوفى، عبد الكبير حسبي،خلال حضورها مراسيم دفنه بمدينة آسفي السبت الماضي، حينما صرحت أن آخر كلام سمعته من ابنها قبل توجههلمكناس في ال 19 من شهر غشت الماضي، للمثول أمام لجنة انتقاء وإدماج فوج المجندين 2019-2020 في إطارالخدمة العسكرية، (قال لأمه)، «غادي نرجع أميمتي ضابط ونعوضك في اللي خسرتي عليا». آخر الأخبار القادمة من مدينة مكناس، تفيد أن وفاة الشاب المجند ضمن فوج المجندين 2019-2020 في إطارالخدمة العسكرية، تسببت في إحراج كبير للجنة الطبية التي شاركت في عملية الانتقاء والإدماج، حيث واجهتانتقادات قوية بخصوص الملفات الطبية للمجندين المقبولين، مما عجل بحسب مصادر «أخبار اليوم»، بعمليةمراجعة ملفات المجندين المقبولين، للتأكد من خلوهم من أي مرض مزمن أو معد، قد يكونون قد أخفوه كما فعل مجندمدينة آسفي المتوفى، تردف مصادر الجريدة، وهو نفس الإجراء الذي ينتظر أن يعمم على باقي الثكنات التياستقبلت منذ ال19 من شهر غشت الماضي، 15 ألف شاب وشابة، سيقضون خدمتهم العسكرية لمدة سنة، داخلثكنات عسكرية بمدن العرائش، والحسيمة، وبوعرفة، والداخلة، والعيون، ومكناس، وأكادير، والدار البيضاء، وتازة،ووجدة، والراشيدية، والقنيطرة، وورزازات، ومديونة، وتادلة وكلميم، والتي انطلقت بها في الأول من شتنبر الجاري،التكوينات وحصص التدريب العسكري والرياضي، تُورد مصادر الجريدة. 6