قبل يومين، تابع المغاربة السقوط الغريب لرئيس اتحاد الباطرونا، والذي استقال بعد دقائق من صدور بيان عجيب عن وزارة الخارجية. السبب المعلن والمباشر، الذي يفسّر ولو جزئيا هذا الخروج المذل لصلاح الدين مزوار، هو حديثه عن الجزائر في مؤتمر دولي انعقد بمراكش يوم الجمعة. قبل مزوار، تابعنا كيف كانت موريتانيا سببا في حرمان حزب الاستقلال من دخول حكومة ما بعد 2016، حيث كان بيان عجيب آخر لوزارة الخارجية، التي كان مزوار على رأسها حينها، وراء «شيطنة» الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، اليوم يكفي أن نطالع الجدار الفيسبوكي الأزرق، أو نشاهد القنوات التلفزية وهي تبث رسالة التهنئة الملكية الموجهة إلى الرئيس التونسي الجديد، قيس سعيد؛ لنعرف مقدار التأثير الذي تحدثه تونس الياسمين فينا وفي معنوياتنا، وفي تمثلنا للمستقبل واستعادتنا حلم الديمقراطية الممكن. وإذا كان ضروريا تغطية المجال المغاربي بالكامل، فلننتبه إلى أن الحل السياسي الوحيد المطروح على الأزمة الليبية اليوم يحمل اسم «الصخيرات»، كما تعيش في كثير من مدن المغرب عائلات ليبية هاربة من لهيب الحرب، مثلما كان الآلاف من المغاربة يعيشون في ليبيا قبل بضع سنوات. المغرب الكبير موجود بقوة الواقع، يعيش فينا دون أن ينتظر منا قرارا بالعيش فيه.