حرب تصريحات ساخنة، تلك التي اندلعت بين الفرنسي كريم بنزيمة، مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني، ومانويل لوكريت، رئيس الاتحاد لفرنسي لكرة القدم، بسبب استمرار استبعاده من المنتخب الأول. فبعد الحملة الإعلامية التي قادتها عدد من الصحف الإسبانية الكبيرة، خاصة “آس” و”ماركا” والتي ركزت “على الظلم الكبير الذي تعرض له اللاعب مع منتخب “الديكة” بسبب استمرار إبعاده، على الرغم من تألقه اللافت في الفترة الأخيرة مع النادي الملكي، وتتويجه بجائزة أفضل لاعب في الأسبوع لعدد من الدورات، خرج رئيس الاتحاد الفرنسي ليرد. لوكريت، وفي تصريح لأحد الصحف الفرنسية، شدد على أن “ملف بنزيمة قد تم طيه بشكل نهائي، ولا يمكنه أبدا بأن يعود للمنتخب من جديد”، وهو التصريح الذي أثار حفيظة بنزيمة، ولم يتوان في الرد عليه عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. بنزيمة ذكر لوكريت بأنه ” هو من اختار بنفسه أن يضع حدا لمسيرته الكروية الدولية”، بعد تداعيات ما بات يعرف بفضيحة “سيكس طاب” الجنسية، التي تورط فيها زميله في المنتخب واللاعب السابق لفالنسيا، ماتيو فالبوينا، كما أنه وفي تدوينة مثيرة للجدل تحدى رئيس الاتحاد الفرنسي وطلب منه “السماح له باللعب مع منتخب آخر” ليرد عليه على أرضية الميدان. هذا الرد، أثار الكثير من الجدل، وأسال الكثير من المداد، ليس فقط في فرنسا، بل وصل الملف للجزائر وإسبانيا، بحكم أنهما قد يكونا البديلين للرجل، في حال تسمح له فعلا القوانين باللعب لمنتخب آخر. لكن، ماذا عن القوانين الدولية؟ وهل هناك فعلا إمكانية لعبه مع منتخب آخر؟، مع العلم أن الرجل خاض 60 مباراة مع منتخب الديكة؟ الجواب هو نعم، ولكن صعب جدا. فقوانين الإتحاد الدولي للعبة، لا تسمح للاعب خاض مباراة رسمية واحدة مع منتخب بلد ما، أن يلعب مع منتخب آخر مهما كانت الدوافع والظروف، لكن هناك استثناءات قليلة. الإستثناء الأول والأبرز، والذي يبدو أن بنزيمة يبحث عنه، هو إسقاط الجنسية، أي أن تجرده فرنسا برغبة منها من الجنسية الفرنسية، وهو الأمر الذي سيجعله يطلب جنسية أخرى واللعب مع منتخب بلد آخر، ربما الجزائر، بلده الأم ( أم قبايلية وأب من وهران)، أو إسبانيا، البلد الذي ينشط فيه ويمكنه أن يحصل على جنسيته بسهولة. هناك استثناء آخر، وهو أن اللاعب يمكنه أن يلعب مع منتخبات دول صغيرة تابعة للدولة التي يحمل جنسيتها، على غرار جزيرة غوام مثلا أو غينيا الجديدةا التابعة سياديا لفرنسا مثلا. ويبدو أن هذه الاستثناءات لا تنطبق على وضعية بنزيمة، ذو الأصول الجزائرية، ما يعني بأن احتمال حمله ألوان منتخب “الخضر” هو احتمال ضعيف للغاية، إن لم نقل “مستحيل”.