“تحت وصاية أمريكية خاصة، اعتقلت فتيحة حساني، المغربية الملقبة بأم آدم المجاطي، في مخيم قوات سوريا الديمقراطية، رفقة عشرات من النساء والأطفال، الأكثر حظوة في تنظيم داعش، في كل من سوريا، والعراق”، بحسب ما صرح به محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في تصريح ل”اليوم 24”. وقال بنعيسى، إنه “قبل قتل زعيم داعش على يد القوات الأمريكية، كانت أم آدم، وهي أرملة عضو تنظيم القاعدة كريم المجاطي، الذي قتل على أيدي الأمن السعودي عام 2005، -كانت- رئيسة "المضيفة" أو دور “المضافة”، التي كلفها داعش بإدارتها، وهو البيت الرئيسي، الذي يأوي النساء العازبات والأرامل والمطلقات من نساء داعش، في رقة في سوريا. وأوضح بنعيسى أن فتيحة المجاطي، كانت تقسو على النسوة في دور “المضافة”، حيث كانت لها سلطة، وكلمة عليهن، إلا أن “داعش” جردتها من هذه السلطة؛ ليتم الانقلاب عليها في “المضافة”، لتصبح هي الأخرى تعاني سوء معاملة، ومشاكل لا تنتهي، إذ أصبحت تحت سلطة النسوة، اللائي كانت تعذبهن، لأنها كانت معروفة بقسوتها معهن. وبعد سقوط داعش في رقة، أضاف بنعيسى، تم تحويل أم آدم إلى مخيم “الهول”، حيث كانت في حالة مزرية، تعاني أمراضا مختلفة، وتتعرض بشكل يومي إلى تهديدات بالقتل، من طرف نسوة مارست عليهن العنف في دور “المضافة”، وعلى إثر ذلك، يضيف المتحدث، “نقلت إلى أحد المخيمات، حيث فقط أشخاص من نخبة داعش، تحت إشراف مباشر من السلطات الأمريكية، وقوات سوريا الديمقراطية”. يذكر أن الكاتب الصحافي الفرنسي “ديفيد طومسون”، خصص جزءا كبيرا في كتابه، أصدره، أخيرا، بعنوان ،"Les Revenants" (العائدون)، لفتيحة المجاطي (أم آدم) أحد الأسماء الأكثر شعبية بين الجهاديين المغاربة في داعش في سوريا. ووصف “ديفيد طومسون”، المجاطي بأنها امرأة جد مخيفة، مثقفة، ومفرنسة بشكل جيد، وأنها اعتادت في المضيفة أن تقول للفتيات: "أنتن لا شيء، زوجي جاهد في أفغانستان، ونحن كلنا ظلال أزواجنا". وفي الكتاب "Les Revenants"، الذي تحدث فيه الكاتب عن الجهاديين والجهاديات الذين هربوا من مناطق التوتر، وعادوا إلى بلدانهم، استمع “ديفيد طومسون” إلى "لينا"، وهي فتاة من أصل جزائري، كانت تعيش في منطقة شعبية في فرنسا، تعرفت على فتيحة المجاطي (أم آدم) عندما قررت الالتحاق بشاب فرنسي في سوريا، كانت قد تعرفت عليه عن طريق الأنترنت. وحكت “لينا” كيف أنها، كانت أكثر ضحايا فتيحة المجاطي، في المضيفة، واصفة إياها بأنها "مستبدة، ومتغطرسة، وذكية إلى أقصى حد".