كشف تقرير جديد صدر عن جامعة تشارلز ستورت بأستراليا، عن ارتفاع ملحوظ لمئات حوادث “الإسلاموفوبيا” بأوربا المسجلة في السنتين الأخيرتين. وخلص إلى أنه على الرغم من أن عدد الحوادث لم يتغير تقريبا، لكن الهجمات أصبحت أكثر جرأة وأكثر “دموية” مع توجه أغلب الهجمات إلى النساء. كما كشف التقرير أيضا، عن تجربة علمية جديدة، حاولت سبر أغوار هذا العداء الدفين ضد الإسلام والمسلمين في أوربا، حين أخضع التقرير الأوربي تجارب بين المسلمين وغيرهم في أستراليا من وجهة نظر حوارية ل 28 شابا مواطنا مسلما مع غيرهم. وهي التجربة التي أراد منها الباحثون فهم كيف يُشكل التواصل بين هاتين الفئتين خبرة الشباب المسلم في التمييز العنصري وتصوراتهم حول الاندماج بالمجتمع الأسترالي. ولم يكن مستغربا أن جميع المشاركين قالوا إنهم تعرضوا للتمييز في أوقات مختلفة. فعندما يذهب أي أحد منهم لأي مكان يتم سؤاله من أين أنت بسبب اسمه والطريقة التي يبدو بها، مؤكدين أنهم تعرضوا إلى سماع تعليقات سلبية من قبيل “لديك اسم يبدو إرهابيا” إضافة لتعليقات حول لون بشرتهم. ووجد البحث أن تجارب الخوف من الإسلام لم تمنع هؤلاء الشباب المسلمين الأوربيين من التواصل مع غير المسلمين الأستراليين. مشيرين إلى أنهم كانوا حريصين على التعامل مع مجموعة الأستراليين الذين يحتمل أن يكونوا متحيزين ضدهم. ويقول هؤلاء المشاركون- الذين قالوا إنهم يعتبرون أنفسهم ممثلين لجميع المسلمين الأستراليين- إن هويتهم يمكن أن تضيف قيمة إلى المجتمع. وشكّل المسلمون نحو 2.6 في المائة من إجمالي السكان عام 2016 بزيادة قدرها أكثر من 15 في المائة من نسبتهم من السكان في التعداد السابق قبل خمس سنوات، وترجع الزيادة في ارتفاع معدلات المواليد نسبيا، وأنماط الهجرة الحديثة. وقال المشاركون في البحث إنهم يدركون جيدا أن جميع الأنجلو-أستراليين لا يحملون مواقف سلبية تجاههم. لكنهم يفهمون أيضا أن مجموعات معينة من السكان -معظمهم من كبار السن الذين يعيشون بالمناطق الريفية ولديهم اتصال ضعيف للغاية مع المسلمين- من المرجح أن يكون لهذه الفئة العمرية تحيز سلبي ضد المسلمين في أستراليا. ويوضح المشاركون في البحث الذي كشفه التقرير الأوربي، أن الآراء السلبية حول الإسلام والمسلمين ترجع إلى حد كبير إلى التغطية الإعلامية المنحازة، أو عندما لا يلتقي الناس مطلقا مع شخص مسلم، حتى أن بعض الذين استطلعت آراؤهم تحدثوا عن بحثهم عن فرص للتحدث مع الأنجلو-أستراليين عن الإسلام، للمساعدة في كسر الحواجز بين الثقافات، وهم واثقون من قدرتهم على تغيير التصورات السلبية عنهم بالحوار والمناقشة. ويشير التقرير ذاته إلى أنه في كثير من الأحيان يفضل المشاركون تجاهل التعليقات السلبية أو حتى الضحك منها، ووصف أحد المشاركين ما فعله ردًا على امرأة تنتقد نشاطه السياسي، إذ اقترب منها بلطف شديد وقال لها إنه مواطن أسترالي ومن واجبه أن يقف مع مجتمعه، وبعد محادثة قصيرة بدت سعيدة للغاية واعتذرت عما قالته. وكان ذلك نتيجة أساسية في البحث، فعلى الرغم من أن غالبية أفراد العينة يتوقعون التحيز ضدهم من بعض الأنجلو-أستراليين، فإنهم يؤمنون بقوة الاتصال والحوار وتبادل الآراء لتغيير المواقف والانطباعات والتحيزات السلبية. ويؤكد التقرير أن الإسلاموفوبيا لا تعد ظاهرة جديدة ولا نادرة في أستراليا، فهناك خطاب إعلامي معاد للمسلمين في وسائل الإعلام من خلال الصور النمطية السلبية للمسلمين، وقد استفاد العديد من السياسيين اليمينيين من هذه الصور النمطية السلبية، وأسهم ذلك في المزيد من تهميش وتمييز واستبعاد المجتمع المسلم.