أدت محاولة جبهة البوليساريو تسييس التحذير الأمني الحديث من قبل الحكومة الإسبانية إلى مواطنيها من السفرإلى مخيمات تندوف، إلى مواجهة دبلوماسية بين الجبهة ومدريد، إذ اضطر أربعة وزراء في الحكومة الإسبانيةالمنتهية ولايتها إلى الخروج عن صمتهم لمواجهة مزاعم الجبهة التي ربطت التحذير بالزيارة الناجحة التي قام بها، يومالأربعاء الماضي إلى مدريد، ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. علما أنالتحذير الأمني الإسباني الذي خلط أوراق الجبهة قبل عقد مؤتمر أمانتها العامة المرتقب ما بين 19 و23 دجنبرالمقبل في منطقة تيفاريتي التي تعتبرها الجبهة “أرض محررة“، تزامن مع الزيارة التي قام بها وزير الداخليةالإسباني فيرناندو مارلاسكا، إلى الجزائر، يوم أول أمس الخميس. في هذا الصدد، اضطر جوزيب بوريل للخروج شخصيا للرد على انتقادات البوليساريو وأنصارها، مؤكدا أنالحكومة الإسبانية تتوفر على “معلومات سرية لا يمكن الكشف عن مصادرها“، تفيد بوجود خطر وقوع اعتداءإرهابي، وفق صحيفة “إلباييس“، المقربة من الحزب الحاكم بالجارة الشمالية. وتابع المصدر ذاته أن بوريل ألمح إلىأن التحذير لا علاقة له بزيارة بوريطة إلى مدريد، بل جاء أصلا قبل اللقاء الذي جمعهما. وأبرز أن التحذير غير ملزملأي أحد، لكن من الواجب على الحكومة إخبار مواطنيها، قائلا: “لا يمكننا منع السفر، لكننا ملزمون بالتحذير منوجود خطر يمكن أن يمس الإسبان“. بدورها، خرجت وزيرة الدفاع الإسباني، مارغاريتا روبليس، لدحض انتقادات جبهة البوليساريو والترويج لوجودتواطؤ إسباني مغربي للإساءة إليها، إذ ألحت الوزيرة أن “هناك تهديدا جديا ومؤكدا ووشيكا“. وأردفت الوزيرة أنالتحذير لم يأت من فراغ، بل من “مصالح استخباراتية أجنبية جيدة الاطلاع بالمنطقة ولديها معلومات مباشرة جدا“،لكن لم تكشف عن جنسية هذه المصالح الاستخباراتية. واستطردت قائلة إن واجب الحكومة هو ” تقديم المعلوماتالتي نتوفر عليها للرأي العام، بعيدا عن أي اعتبارات سياسية“، في رد واضح على ربط البوليساريو بين التحذيروزيارة بوريطة. تمادي الجبهة منذ الأربعاء الماضي في مهاجمة مدريد، دفع، أيضا، المرأة الحديدية ونائبة رئيس الحكومة، كارمينكالبو، إلى التوكيد على “وجود تهديد حقيقي” في مخيمات تندوف ومنطقة الصحراء، مبرزة أن واجب الحكومة هو“حماية مواطنينا“. من جهته، فيرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، طلب من الإسبان، خلال الزيارةالتي قام بها يوم أول أمس الخميس إلى الجزائر، “أخذ الاحتياطات الضرورية قبل السفر” إلى مخيمات تندوف،مبينا أن “الخطر فيها قائم“، نظرا إلى “انعدام الاستقرار في مالي“، وخلص إلى أن المخيمات “ليس بالمنطقة التييمكن اعتبارها اليوم آمنة“. مصادر إسبانية تتحدث عن أن التحذير سببه وجود تنظيم داعش الإرهابي الذي يخططلاستهداف الإسبان في تندوف. ويبدو إلى حدود يوم أمس الجمعة أن الحكومة الإسبانية اكتفت بالتحذير غير ملزم، بحيث لن تلجأ إلى ترحيل عشراتالإسبان الموجودين في المخيمات، كما لن تمنع نحو 300 إسباني يستعدون لزيارة المخيمات نهاية هذا الأسبوع.