تنافس التسلح يزداد بين المغرب والجزائر وإسبانيا، مع ازدياد التحديات الأمنية في المنطقة، علما أنه في الوقت الذي تركز فيه الرباط ومدريد على السوق العسكرية الأمريكية للتزود بآخر الأنظمة العسكرية المتطورة، مازالت الجزائر تعول كليًا على الأسلحة الروسية. ورغم الصراع الأزلي بين المغرب وإسبانيا من أجل تحقيق التفوق العسكري، بحكم علاقة “الجوار الصعب”، بسبب وجود قضايا تاريخية عالقة بين البلدين مثل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية؛ إلا أنهما يشتريان الأسلحة عينها من السوق ذاتها، أي أمريكا. علاوة على أن إسبانيا تحاول إقناع المغرب بشراء سفن عسكرية منها لتعزيز قدراته البحرية في رصد ومراقبة تحركات شبكات الاتجار في البشر والمخدرات الصلبة بين سواحل المملكتين. في هذا الصدد، كشف موقع “ديفينسا”، القريب من الاستخبارات العسكرية الإسبانية، أن الجيشين المغربي والإسباني سيحصلان في السنوات المقبلة على نفس نظام صواريخ متطور من صنع أمريكي لتعزيز قدراتهم الجوية. ويتعلق الأمر بصاروخ إيه أي ام 120 أمرم، وهو عبارة عن صاروخ جو- جو خارج مدى الرؤية البصرية، كما يوجه بتوجيه راداري نشط. يبلغ وزنه 152 كيلو غراما، ويصل طوله ثلاثة أمتار. وتتجسد فعاليته في قدرته على إصابة أهداف على بعد 48 كلم. المصدر ذاته، كشف أن وزارة الدفاع الأمريكية منحت إحدى الشركات الأمريكية صفقة صنع 33 صاروخ متوسط وبعيد المدى، من طراز إم 120 أمرام، بقيمة 768 مليون دولار. واستطرد المصدر ذاته أن هذه الأسلحة ستكون موجهة إلى الجيش الأمريكي، وإلى جيوش أخرى صديقة لأمريكا من بينها المغرب وأسبانيا. إضافة إلى الصواريخ التي سيحصل عليها الجيشان المغربي والإسباني، سيستفيدان من تداريب جوية، ونظام القياس عن بعد، وقطاع الغيار، وإنتاج أدوات الدعم الهندسي، ودلائل استعمالها. ومن المنتظر أن يحصل المغرب على هذه الأسلحة، في أفق 2023 بعد الانتهاء من صنعها. ويعتبر هذا الصاروخ الأكثر تطورًا جويًا إلى حدود الساعة، إذ إنه صنع قبل 25 عاما، وأبان عن نجاعته في 4200 طلقة تجريبية، علاوة على أنه أسقط 10 طائرات عدوة.