في ظل الاضطرابات والمتغيرات الجيوستراتيجية الإقليمية والدولية، وبعد أيام من إعادة تعيين إبراهيم غالي زعيما لجبهة البوليساريو، وعبد المجيد تبون رئيسا للجزائر؛ أعاد الحزب الصحراوي المعارض لإبراهيم غالي المبادرة الوطنية من أجل التغيير، ملف قضية الصحراء إلى واجهة الأممالمتحدة، بحيث طالب في مراسلة إلى أمينها العام البرتغالي أنطونيو غوتيريس، بحلحلة الملف من جديد عبر إعادة تنشيط “الطاولة المستديرة” للتحاور بين المغرب وجبهة البوليساريو بعد شهور من توقفها. وركزت مراسلة الحزب الصحراوي المعارض الذي تقيم أغلب قياداته في إسبانيا، هذه المرة، على جانب حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية أو مخيمات تندوف. وتطالب المراسلة الأممالمتحدة بأنسنة الوضع في الصحراء وخلق “جو من الثقة” لتحقيق السلام بعد تعليق الحوار بين الطرفين، على خلفية استقالة المبعوث الأممي الخاص الألماني هورست كوهلر، وفق وكالة الأنباء “أوروبا بريس”. وأردف المصدر أن الحزب الصحراوي المعارض ندد بانتهاك حقوق الإنسان من قبل جبهة البوليساريو والمغرب. وجاء في المراسلة: “من أجل أنسنة النزاع وفي انتظار الحل النهائي للنزاع، يرجى قبول اقتراحنا، أي مطالبة الأطراف بالمساهمة في إضفاء الطابع الإنساني على المشكل من خلال إشارات ملموسة، والتي إذا تحققت، سيعزز مناخ الثقة اللازم للمضي قدماً نحو الحل العادل والدائم لمشكل الصحراء”. وكان الحزب المعارض راسل في يوليوز الماضي، الاتحاد الإفريقي يطلب منه التحرك من أجل وقف المحاكمة المفبركة للمعارضين السياسيين لزعيم الجبهة وإبراهيم غالي ومن يدور في فلكه. كما كان الحزب ذاته، في يونيو الماضي، راسل الأممالمتحدة وطالبها بالتدخل من أجل إطلاق سراح مجموعة من المعارضين سجنهم إبراهيم غالي. كما طالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ب”التدخل من أجل ضمان احترام حقوق الأشخاص المعتقلين السياسيين وإطلاق سراحهم في أقرب وقت” في مخيمات تندوف. أغلب الموقفين ينتمون إلى “المبادرة الصحراوية من أجل التغيير”. وأردفت الرسالة الموجهة إلى الأممالمتحدة أن “كل الاعتقالات تمت دون أمر قضائي، وحتى العائلات لم تتلق، إلى حدود كتابة هذه الرسالة، أي إجابة رسمية عن الاعتقالات، ولا مكان الاعتقال، ولا حتى طبيعة التهم الموجهة للمعتقلين”. ورجحت الرسالة إمكانية أن يكون “المعتقلون، المتهمون بانتقاد قيادات الجبهة على وسائل التواصل الاجتماعي، يقبعون في السجن السري المشؤوم، والذي كان في السابق مسرحا لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”. وتتوجس جبهة البوليساريو من تحركات الحزب الجديد منذ أن وجه قبل سنة رسالة إلى غالي يدعوه إلى ضرورة الحوار مع المغرب من أجل حل “يرضي مصالح الطرفين”.