بعد مرور حوالي سنة على إدانته غيابيا بخمس سنوات سجنا نافذا نهاية شهر يناير من العام الماضي، ظهر أخيرا الطفل القاصر المبحوث عنه والبالغ من العمر 16 سنة، “أ – ب”، بمدينة بوعياش، حيث جرى توقيفه بها من قبل عناصر الشرطة القضائية بالمدينة مساء يوم الاثنين الماضي. وبحسب المعلومات التي حصل عليها “اليوم 24” من مصادره بمدينة بني بوعياش، فإن القاصر ابن مدينة الحسيمة، المبحوث عنه من قبل الشرطة، كان يجول معية عدد من أصدقائه مساء يوم الاثنين الأخير بشوارع مدينة بوعياش، قبل أن يُفاجئه عناصر الشرطة القضائية بتعقب خطواته ونجحوا في إيقافه قبل أن يُطلق ساقيه للريح. وأضافت المصادر ذاتها أن شرطة بني بوعياش، أشعرت زميلتها بمدينة الحسيمة، والتي سبق لها أن أصدرت مذكرة بحث وطنية بأمر من النيابة العامة، في حق القاصر الموقوف، حيث حضر عناصر من الضابطة القضائية للحسيمة إلى مدينة بوعياش في إطار النيابة القضائية، وتسلموا القاصر الموقوف واقتادوه إلى مدينة الحسيمة. وأضاف مصدر قريب من الموضوع ل”اليوم 24″، “جرى عرض طفل حراك الريف يوم أول أمس الأربعاء على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، والذي أحاله بدوره على غرفة الجنايات الابتدائية بالحسيمة، لإعادة محاكمته بعدما ألغت النيابة العامة طبقا للقانون الحكم الغيابي الصادر في حقه”. وعلم الموقع، أن جلسة تقديم القاصر أمام الوكيل العام بالحسيمة، استغرقت وقتا طويلا قبل الحسم في مصيره، وذلك بسبب مسطرة الاستشارة القانونية والتي أجراها نائبا الوكيل العام للملك، واللذان استمعا لطفل حراك الريف، قبل أن يقررا متابعته في حالة سراح، وإحالته على المحاكمة من جديد. وينتظر أن يواجه الطفل ذو ال16 ربيعا، لائحة تهم جنائية ثقيلة، تخص جناية “وضع متاريس بالطريق العمومية، قصد تعطيل حركة المرور”، و”إهانة رجال القوات العمومية واستعمال العنف ضدهم أثناء قيامهم بمهامهم، نتج عنه الجرح والعصيان المسلح بواسطة أشخاص متعددين”، و”تخريب وتعييب أشياء ذات المصلحة العامة”، و”المشاركة في التظاهر غير المرخص والتجمهر في الطريق العمومي”، وهي التهم الثقيلة والتي سبق لجنايات الحسيمة في ال29 من شهر يناير 2019، أن أدانت من أجلها القاصر غيابيا بخمس سنوات سجنا نافذا. وظل طفل حراك الريف في حالة فرار، إلى أن ظهر بداية الأسبوع الجاري صحبة أصدقائه بمدينة بوعياش، والتي جرى توقيفه بها، تُورد مصادر الموقع. هذا وتزامن اعتقال طفل حرك الريف المبحوث عنه يوم الاثنين الأخير، مع وصول وفد برلماني في نفس اليوم، إلى مدينة الحسيمة، يمثل الحزب الاشتراكي الهولندي، في زيارة تضامنية لعائلات المعتقلين، ترأسته زعيمة الحزب، سادات كارابولوت، وزميلتها ليليان مراينيسن، رئيسة الفريق البرلماني المكلفة بالعلاقات الدولية. والتقى الوفد الهولندي بالزفزافي الأب وأمهات وآباء بقية المعتقلين، والذين تلقوا من الوفد البرلماني الهولندي، عبارات تضامن فريقهم وحزبهم مع معتقلي الحراك القابعين بالسجون المغربية، ومطالبتهم بالإفراج عنهم، بحسب ما كشفت عنه الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، ورفيقها مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، في تصريحات صحافية أعقبت حضورهما لقاء الحسيمة بطلب من الحزب الاشتراكي الهولندي.