ما تقييمك لنتيجة عمل هيئة الإنصاف والمصالحة في ملف المناضل الراحل حدو اللوزي؟ فيما يخص مسار هيئة الإنصاف والمصالحة، لا يوجد شيء مضبوط في شق الحقيقة حول حالة الاختفاء وظروفها، ومسؤولية الدولة،وأيضا، الرفات وتحديد الهوية، وإرجاع الممتلكات. حدو اللوزي كان مناضلا كبيرا ومن كبار أعيان مدينة كلميمة، وأحد رموز المقاومة وجيش التحرير، حيث ساهم في تغيير الأوضاع بالبلد ونصرة دولة الحق والقانون والانفتاح والديمقراطية. وخلال متابعات 1973 تمكن من الإفلات من قبضة القمع، في حين أُعدم رفاقه، في ما اختطف آخرون أو اعتقلوا مثل حالة شقيقه باسو اللوزي. ثم إن العائلات لم تستطع بالرغم من كل محاولاتها استرجاع الممتلكات إلى حدود 2019، وهذا أمر محير إذا ما كانت الهيئة والمجلس يسعيان إلى تسوية صفحة الماضي الأليم، وإشهار الحقيقة والتعويض والجبر الفردي والجماعي، لذلك نتساءل لماذا لم يسترجع أصحاب الحقوق ممتلكاتهم؟ أصحاب الحقوق من عائلة اللوزي يشتكون تعامل هيئة الإنصاف والمصالحة مع ملفهم، خاصة في الشق المتعلق باسترداد الممتلكات الخاصة بهم، فيما الهيئة تجيب بعدم الاختصاص، ما قراءتك لهذا الوضع من موقعك كعضو للمجلس الوطني لمنتدى الحقيقة والإنصاف؟ هذه نقطة مهمة جدا، أنا كمسؤول سابق في منتدى الحقيقة والإنصاف، وعضو المجلس الوطني حاليا، وكاتب عام للجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، أتابع هذه المواضيع بشكل دقيق وعن كثب منذ ما يقارب 20 سنة تقريبا، وأقول إن جبر الضرر لم يتحققبعد. فعلا، أملاك حدو اللوزي، وبالرغم من أحقية ذوي الحقوق والعائلة ومشروعية مطلبهم وثبوتيته لم يسترجعوا أملاكهم. تماما،كما لم ترجع أرزاق عدد من العائلات في المنطقة، والضحايا ينقسمون إلى قسمين: المباشرون وغير المباشرين كالأبناء والأزواج..، وكان التأثير سلبيا بشكل كبير، كما كان الحصار شاملا لكلالمنطقة في خنيفرة وتنغير وكلميمة التي كانت من قلاع النضال وقتها. اليوم، هي شبه مهملة للأسف، إذ لازال سكان هذه المنطقةيعانون تبعات نضال آبائهم. هل يمكن مقارنة ملف عائلتي اللوزي والمانوزي؟ نعم، خاصة في ملفي شقيق حدو، باسو اللوزي والحسين المانوزي. ثم إن الحقيقة الكاملة وإلى حدود اليوم لازالت مغيبة في هذين الملفين، إذ لا يوجد دليل بخصوص وفاتهما، ثم إن الأمور بقيت معلقة منذ 2002. وبالنسبة إلى الحسين المانوزي، الدولة تقول إن مصيره مجهول منذ اختطافه في تونس، وكأن عصابة ما جاءت وخطفته من أجهزة الدولة. وبالتالي، وإلى حدود اليوم، الحقيقة لازالت مغيبة ولم يصرح بها في الملفين. مصير المانوزي بالنسبة إلينا لازال مجهولا مادمنا لم نر رفاته. من جهتنا كعائلة قدمنا جميع التفاصيل للمسؤولين بخصوص اختطافه واعتقاله بالأدلة والعناوين والشهود،ولكن إلى يومنا هذا لم تتم مساءلة هؤلاء ولم يتم استكمال مسار الحقيقة. وبخصوص المقارنة بين الملفين، يوجد تشابه كبير جدا بيناللوزي والمانوزي، وهنا أقول إن العائلتين كانتا من الأثرياء وأعيان البلد، ولم تكنا في حاجة إلى شيء، لكنهما اختارتا النضال من أجل مغرب أفضل. لذلك، يعتبر جبر الضرر الحقيقي بالنسبة إلى العائلتين، هو أن ترى المبادئ السامية التي كانت تحملها العائلتان تتجسد على أرض الواقع.