لقبه “روكي” المغرب، واسمه محمد الناهيري، لا يستسلم أبدا رغم المعيقات، التي يواجهها، ولا يبالي حتى بالانتقادات من قبل جماهير فريقه، الوداد الرياضي، ويعمل لإسكات أفواه مشككيه، منذ الالتحاق بالفريق البيضاوي. من “مازاغان” انطلقت مسيرته الكروية، حاول فيها البروز كنجم ساطع، والتألق في سماء البطولة المغربية.. ابن مدينة الجديدة، المزداد سنة 1991، خلق لنفسه مسارا غير اعتيادي مع الفرق، التي لعب لها، خصوصا الفتح الرباطي، الذي أكد معه أن اسم الناهيري سيبقى في مخيلة الجماهير، من خلال “ستايله” غير المعتاد كظهير أيمن عصري، يسجل من أي زاوية كانت، بتسديدات لم تترك لحراس المرمى أي مجال لصدها، لتفسح المجال لتأريخ أهدافه الرائعة. مساره مع الدفاع الحسني الجديدي بدأ سنة 2008، قبل الانتقال إلى الفتح الرباطي سنة 2013، وبات الناهيري نجما غير معتاد في فريق كان يبحث عن نفسه آنذاك، ليتحقق معه ذلك، بالتتويج بلقبين، وهما كأس العرش سنة 2014 والبطولة الاحترافية سنة 2016، ليصنف ضمن أساطير الفريق، بحكم أنه نال لقب الدوري المغربي مع الجيل الوحيد، الذي توج به آنذاك. تطور مستواه بشكل تصاعدي إلى جانب نجوم الفتح لن يمر دون لفت انتباه مجموعة من الفرق محليا، وخارج المغرب في التعاقد معه، لكن الوداد الرياضي ظفر بخدماته سنة 2017، وبدأت من تلك السنة رحلة جديدة نحو صقل موهبته وإغناء مساره الكروي بألقاب جديدة تضاف إلى رصيده الشخصي. قدم الناهيري للوداد وفي جعبته الكثير، كله حماس، وشغف لتقديم الإضافة.. نال ما أراد حين توج بأولى الألقاب بعد الفوز بكأس السوبر الإفريقي على حساب مازيمبي الكونغولي بهدف يشهد التاريخ لأمين تيغزوي من ضربة ثابتة، ويظهر بمستوى شفعه له بالالتحاق بمنتخب “الأسود” في صنفيه الأول، والمحلي. لن يقف عداد نجم الوداد الجديد عند هذا الحد، حيث حمل قميص المنتخب المحلي ونال لقب كأس إفريقيا للمحليين المقامة في المغرب، بقيادة الإطار الوطني جمال السلامي، دون إغفال أنه كان ضمن أولويات الناخب الوطني السابق، الفرنسي، هيرفي رونار، وخاض معه بضع مباريات دولية. شارك الناهيري في مباريات عدة مع فريقه البيضاوي، وكان نجما بدون منازع الموسم الماضي، بتسجيله 12 هدفا في 34 مباراة في دوري أبطال إفريقيا والبطولة الاحترافية، وعوض خصاص المهاجمين، الذي كان يعانيه الوداد، لينهي موسمه كهداف للفريق، وبطل للمغرب بالتتويج باللقب 20. موسم “روكي” الجاري لم يكن الأفضل، عاش ضغطا رهيبا بعد انتقاده في مباراة إياب الوداد والرجاء في ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال، بعد إقصاء فريقه، ووصفه ب”المتهاون”، ليتقرر “عزله” وإبعاده عن الفريق الأول لأسباب انضباطية، قبل أن يعود من جديد في فترات متقطعة هذا الموسم. أعد الملاكم قفازاته، واستعد بكل المقاييس ل”نزاله” أمام النجم الساحلي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، يوم أمس، كان جاهزا بدنيا ونفسيا لمواجهة خصمه، وتأكد ذلك من خلال تسجيله لهدفين في أول ظهور كلاعب رسمي، وقاد فريقه للاقتراب من نصف نهائي أقوى بطولة قارية بعدما وضع المدرب الجديد غاريدو ثقفه فيه، في انتظار الإياب الحارق، يوم السبت المقبل، بملعب رادس بالعاصمة التونسية. هي قصة كفاح، وعدم اكتراث للانتقادات.. استعاد فيها الناهيري روح الملاكم، الذي لا يموت، ولا يتهاوى رغم اللكمات من كل حدب وصوب، ليستعيد عافيته بسرعة، ويطور نفسه غير مبالٍ بالوضع العقيم، الذي عاشه، ويرسل إشارات إلى أن الكبير يمرض، ويتعافى، ولا يموت.