بينما يعيش مئات المغاربة، الذين كان من المفترض أن يؤدوا فريضة الحج هذه السنة، في حالة ترقب وانتظار، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أنه لا جديد يذكر في قضية الحج هذه السنة، مادامت السلطات السعودية لم يصدر عنها أي قرار رسمي بتنظيم العملية من عدمه. وأوضح التوفيق، خلال الجلسة العامة بالغرفة الأولى للبرلمان، أن وزارته توصلت، في مارس الماضي، بمراسلة من وزير الحج بالمملكة العربية السعودية، دعا فيها إلى التريث في التعاقدات التي تشمل الكراء والإعاشة والنقل الداخلي. وتابع التوفيق أن هذه التعاقدات كانت تجري في العادة قبل ثلاثة أشهر على الأقل، "إلا أن السلطات السعودية التي طلبت منا التريث، لم نسمع منها لحد الآن قرارا رسميا بتنظيم الحج أو إلغائه". وبخصوص جواز إلغاء موسم الحج شرعا، قال عبدلله الجباري، الباحث في الشأن الإسلامي، "بالنسبة إلى إلغاء موسم الحج بسبب الأوبئة، نحن نطرح سؤالا آخر، هل يمكن تعليق الحج بسبب ضرر حقيقي يلحق أذى بالإنسان؟ نحن عندنا سابقة، فقد سبق لعلماء المغرب أن أفتوا في فترات معينة بمنع الذهاب إلى الحج بسبب الأضرار التي كانت تلحق بالناس في الطريق، من سلب الأمتعة وقتل الحجاج، حيث إن فقدان الأمن كان سببا في الإفتاء بعدم الذهاب لأداء فريضة الحج". وأضاف الجباري، في معرض حديثه ل"أخبار اليوم"، "إذا جئنا إلى زمن الأوبئة ونحن نرى الآن أن إنسانا واحدا قد يكون سببا في نقل المرض والعدوى لأشخاص آخرين، وبالتالي، قد ينتقل منه إلى المئات إذا كانوا في تجمع كبير، والحج هو تجمع كبير لا يمكن فصل الناس وتطبيق التباعد الاجتماعي، لذلك لا يمكن تجزيء الناس لأن وقت الحج محصور"، مشددا أنه بناء على هذه الاعتبارات، يكون إلغاء الحج أو تعليقه جائزا شرعا، بما أن الشرع جاء لجلب المصلحة، ولم يأت لجلب المفسدة والضرر الذي قد يلحق بالإنسان. هذا، ونشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن السعودية تدرس قرار إلغاء موسم الحج لأول مرة منذ تأسيسها، بعدما تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد حاجز 100 ألف شخص، وقال مسؤول كبير بوزارة الحج والعمرة، إن "هذه المسألة دُرست بعناية، كما يجري الآن النظر في سيناريوهات مختلفة وسيتم اتخاذ قرار رسمي في غضون أسبوع". ومن ضمن المقترحات المطروحة، هناك السماح لعدد صغير من الحجاج من داخل البلد بأداء مناسك الحج لا يتجاوز حدود 20 في المائة، مع التقيد بالتدابير الوقائية الصحية، حيث أكد المسؤول ذاته أن "كل الخيارات مطروحة، لكن صحة وسلامة الحجاج أهم". للإشارة، يبلغ عدد حجاج بيت لله الحرام هذه السنة مليونين و489 ألفا و406 حجاج، منهم مليون و855 ألف حاج من الخارج، و634 ألفا و379 من الداخل، حسب إحصائيات رسمية.