راسلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في مدينة مراكش، كلا من سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني، وأحمد الكريمي، مدير الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني في جهة مراكش-آسفي، بشأن ما أسمته" تمييزا تعرضت له التلميذة صفاء بلبوح، خلال اجتيازها امتحان الباكلوريا". وقالت الجمعية المذكورة إن التلميذة "صفاء بلبوح"، التي تدرس في مستوى بكالوريا شعبة الآداب العصرية، مورس في حقها تمييز، في مادة اللغة الألمانية. وأضاف المصدر نفسه، في بيانله، توصل "اليوم 24" بنسخة منه، أن "التلميذة صفاء، التي تعاني إعاقة بصرية، لم تتمكن من اجتياز إمتحان الباكالوريا في مادة اللغة الألمانية (مركز إمتحان الثانوية التأهيلية المغرب العربي) طبقا للمواصفات، والإجراءات، والضمانات، التي تحافظ على كافة حقوقها من دون مس، أو انتقاص". وحسب تصريحات والدتها، أضاف المصدر نفسه أن "صفاء تقدمت لإجتياز امتحانات الباكالوريا لدورة يوليوز 2020، وفي مادة اللغة الألمانية، تم تعيين مرافقة لها تدرس في مستوى جذع مشترك، إلا أن التلميذة الكفيفة، صفاء، فوجئت، عندما طلبت من المرافقة أن تتلو عليها نص الامتحان، بأن هذه الأخيرة تجهل قراءة، وكتابة اللغة الألمانية، وقد صرحت لها، وللجنة المشرفة على الامتحان بذلك، ورغم ذلك تجاهلت اللجنة الموضوع، وأجبرت المترشحة على إتمام الامتحان في هذه الظروف". وأشارت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مراكش إلى أن" المترشحة الكفيفة اضطرت إلى أن ترجع ورقة تحرير بيضاء خالية من كل إجابة، علما أن هذه التلميذة، التي فرض عليها الامتحان بهذه الصيغة، تعد من أنجب التلاميذ في المادة بشهادة أستاذها". وطالب المصدر نفسه الوزير، ومدير الأكاديمية في الجهة، بتصحيح الوضعية، وتمكين التلميذة صفاء من حقها في اجتياز الامتحان يراعي وضعيتها الخاصة، وذلك عبر تمكينها من اجتياز المادة شفويا، أو إعادة الامتحان في المادة في أقرب وقت مع احترام حقوقها كاملة، بتوفير مرافق، أو مرافقة تستطيع قراءة، وكتابة اللغة الألمانية". ومن جهته، نفى أحمد الكريمي، مدير الأكاديمية الجهوية لوزارة للتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني في جهة مراكش-آسفي، في تصريح ل"اليوم 24′′، أن تكون اللجنة المعنية قد مارست تمييزا، أو اقصاءً في حق التلميذة المذكورة، بل بحسبه، إن الأكاديمية سعت جاهدة إلى توفير كل ما يمكن أن يطمئن المترشحة. وقال مدير الأكاديمة نفسها، في تصريح ل"اليوم 24′′، إن الجهة المسؤولة توصلت بطلب من أسرة التلميذة صفاء، الرامي إلى تعيين مرافق لها، من أجل اجتياز امتحان البكالوريا. لافتا الانتباه إلى أن القانون واضح في هذا الموضوع، إذ يجب تعيين مرافق بمثابة تلميذ، يقرأ ويكتب إجابة الامتحان لفائدة المترشح الكفيف، لكن يشترط على هذا المرافق أن لا يتجاوز سنه 16 سنة، وأن يدرس في جذع المشترك، وتابع المتحدث نفسه أن الجهة المعنية وافقت على تعيين مرافق لصفاء، لكن بشرط أن يتوفر على الشروط المذكورة، التي يحددها القانون. وشدد مدير الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في جهة مراكش-آسفي، على أن الجهة المعنية أخبرت صفاء بالشروط، التي يجب أن تتوفر بالمرافق، لكن التلميذة طلبت أن يتعين لها مرافق يدرس في مستوى أولى باكلوريا، وهو أمر غير متاح بناء على مقتضيات المقرر الوزاري لتنظيم امتحانات البكالوريا. ومع تعذر أسرة التلميذة المذكورة بالعثور على مرافق مناسب يرافقها في الامتحان، تكلفت اللجنة المسؤولة بذلك، حيث رافق صفاء مرافقا حاصلا على أعلى معدل في اللغة الألمانية، ويدرس في الجذع المشترك، كما أن سنه لا يتجاوز 16 سنة، وبالتالي نكون قد احترمنا القانون، يؤكد مدير الأكاديمية.