أدى النقص في المعدات الطبية وأجهزة التنفس الاصطناعي بمستشفى محمد السادس في طنجة، وتأخر المدة الفاصلةبين الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا وبدء مسار العلاج، إلى وفاة 5 حالات، وفق ما أعلنت عنه المديرية الجهوية لوزارةالصحة في نشرة التحديث اليومي مساء أول أمس الخميس. ولم تكشف المديرية ذاتها عن أي معطيات إضافية حول الضحايا الجدد (وهم نساء ورجال)، وحاولت "أخبار اليوم" معرفةتفاصيل إضافية عنهم دونما جدوى، إذ لم تتلق أي ردود على اتصالاتها الهاتفية المتكررة بالأطر الطبية ومسؤولي الإدارةالجهوية لوزارة الصحة. وسُجلت هذه الحصيلة، التي أفزعت الرأي العام الوطني، في وقت تواصل فيه لجنة اليقظة الصحية على المستوى الجهويعملها ليل نهار، إذ تقرر في اجتماع، نُظم أمس، وترأسه الوالي محمد مهيدية، بحضور مسؤولين عسكريين، وقياداتجهوية للدرك الملكي، والأمن الوطني، والوقاية المدنية، وممثلي المصحات الخاصة، وممثلين عن رابطة أطباء الإنعاشوالتخدير بجهة الشمال، (تقرر) إلزام شركة توزيع قنينات الأوكسجين المملوكة لشركة إفريقيا للمحروقات، بتوفيرالحاجيات اللازمة من هذه المعدات الضرورية، لإبقاء المصابين بأمراض مزمنة على قيد الحياة. وأكدت مصادرنا أن المسؤول الترابي بوزارة الداخلية، وعد الأطقم الطبية بأن توفر شركة توزيع الأوكسجين الاحتياطاتالكافية، لإمداد خدمات الطوارئ بجميع مستشفيات طنجة، من أجل التغلب على الخصاص الحالي. وبخصوص الصور التي أظهرت مرضى يفترشون الأرض بمستعجلات محمد السادس، وبجانبهم قنينات التنفسالاصطناعي؛ قلل مصدر طبي مسؤول في لجنة اليقظة الصحية أهمية تلك المشاهد، التي تم توثيقها بالصوت والصورة،معتبرا أنه ينبغي مقارنة أعداد المرضى الذين يأخذون مكانهم في سرير العلاج، بأولئك المرضى الذين شوهدوا مستلقينعلى الأرض، والذين لم يتعد مجموعهم 4 أشخاص، كانت حالتهم الصحية تستدعي إمدادهم بجهاز التنفس في تلكالحالة، في انتظار شغور سرير بقاعة "ديشوكاج". ودافع المصدر نفسه عن الجهود المبذولة، موضحا أن العجز المرحلي عانت منه مستشفيات في الدول الأوروبية، كإيطاليا،إسبانيا، وفرنسا، في وقت ذروة تفشي الفيروس، والمغرب ليس استثناء في هذا الجانب مقارنة بإمكانياته، إلا أنه مع ذلك،يضيف المتحدث، فإن السلطات الصحية تتفاعل بشكل يومي مع الحاجيات المتزايدة في أعداد الأسرة المزودة بأجهزةالتنفس الاصطناعي، إذ وصل العدد في مصحة الضمان الاجتماعي إلى 50 سريرا، وتمت زيادة 24 سريرا إضافيابمستشفى القرطبي، فيما تجري ترتيبات لفتح مستشفى ميداني بطاقة استيعابية تبلغ 200 سرير. من جانبه، طمأن الدكتور مراد البقالي، عضو لجنة أطباء القطاع الحر المشرفين على إدارة أزمة كورونا بطنجة، الرأيالعام الوطني والمحلي، بشأن التدابير الاستعجالية لتطويق الأزمة الناجمة عن ارتفاع أعداد الحالات الحرجة والخطيرة،حيث كشف أن المصحات الخاصة وضعت رهن إشارة وزارة الصحة 400 طبيب يعملون بالقطاع الخاص في حالة تأهبميداني، ليقدموا الدعم والإسناد في مراكز التكفل بعلاج ورعاية مرضى "كوفيد"، ومن أجل إراحة الأطر التي أنهكت جراءالعمل اليومي المتواصل لأزيد من 12 ساعة كل يوم. وأضاف البقالي، في تصريح ل"أخبار اليوم"، أن تضافر جهود المصحات الخاصة بطنجة، ورابطة أطباء الإنعاشوالتخدير بالشمال، أثمر تجهيز مستشفيات طنجة بما تحتاجه من لوازم ومعدات طبية وعتاد لوجستي. كما ساهم ب20 سريرا مزودا بمختلف معدات إنعاش وظائف الجسم الحيوية في مصحة الضمان الاجتماعي، التي التحق بها طاقمطبي عسكري يتكون من أطباء وممرضين. واستشرف المتحدث نفسه أن تحقق الشراكة بين القطاعين العام والخاص والطب العسكري، نتائج مطمئنة في غضونالأيام القليلة المقبلة، إذ أكد أن التجهيزات والإمكانيات التي وضعت رهن الإشارة كافية لتطويق البؤر الوبائية، ومحاصرةالحالات الحرجة والخطيرة في عاصمة البوغاز.