إذا كانت تونس الأكثر تقدما في مواجهة واحتواء فيروس كورونا المستجد في المغرب الكبير، والجزائر الأكثر تأخرا في مواجهته؛ فإن الوضع في المغرب يبقى الأكثر إثارة للقلق في الوقت الراهن. هذا ما كشفه تقرير أنجزته صحيفة "إلباييس" عن تطور الوضع الوبائي في المنطقة المغربية بعد أزيد من خمسة أشهر من تسجيل أول حالات الإصابة في هذه الرقعة الجغرافية في بداية مارس المنصرم، وبعد أسابيع من رفع الحجر الصحي تدريجيا. إذ يعتقد المصدر ذاته أن الوضع في المغرب سيئ، نظرا إلى ارتفاع عدد الإصابات اليومية، وتزايد معدل الفتك، إلى جانب تزايد سرعة انتشار الفيروس. فيما يعتقد 11 خبيرا من مختلف مناطق العالم أن هناك أسبابا كثيرة للطفرة التي يعرفها الفيروس في بعض مناطق العالم، أهمها التدبير السيئ لرفع الحجر الصحي، وغياب آليات الرصد ومراقبة تحرك الفيروس، وعدم التزام المواطنين بالتدابير الوقائية. في هذا السياق، حذر تقرير الصحيفة الإسبانية قائلا: "إن البؤر في المغرب خارج السيطرة"، مبرزا أن "المغرب هو البلد الذي يوجد حاليا في وضعية أكثر إثارة للقلق في المغرب الكبير، بسبب العديد من البؤر التي توجد خارج السيطرة. وتوجد البؤر البالغة الخطورة في المدينة السياحية مراكش، وفي العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، حيث جرى إخضاع بعض الأحياء للحجر الصحي". وتابع المصدر ذاته: "يظهر جليا أن الموجة الثانية من الفيروس ستكون أكثر فتكا في المغرب من الأولى. إذ إنه جرى تحطيم رقم عدد الوفيات بتسجيل يوم الجمعة الماضي 42 حالة وفاة، بينما كان أعلى رقم وفيات سجل في فصل الربيع الماضي هو 13 وفاة في يوم واحد". التطور المقلق للوضع الوبائي بالمغرب تحذر منه، أيضا، خريطة حول الرصد الوبائي في العالم نشرتها "إلباييس" وتضع المغرب في خانة "الخطر" باللون الأحمر، إلى جانب دول مثل ليبيا والغابون وبوتسوانا والبيرو ورومانيا وبلجيكا وهولندا ودول أخرى. ويضيف المصدر أن المعدل التراكمي لحالات الإصابة في المغرب بلغ 13.2 في كل مليون نسمة. وسجل المغرب في الأيام السبعة الأخيرة (ما بين 17 و23 من الشهر الجاري) 9860 حالة إصابة بالفيروس، و230 حالة وفاة، كما سجل، أيضا، 6942 حالة شفاء. وعلى المستوى الإفريقي يحتل المغرب المرتبة الثالثة بخصوص تفشي الفيروس ب52 ألفا و349 حالة إصابة، مسبوقا بدولتي جنوب أفريقيا ب609 آلاف و773 إصابة، ومصر ب97 ألفا 340 إصابة؛ متبوعا بنيجيريا ب52 ألفا 227 إصابة، وغانا ب43 ألفا 505 إصابات، والجزائر ب41 ألفا 460 إصابة، بينما تحتل تونس المرتبة 32 بنحو 2818 إصابة.