محمد كوماني في صباح الثالث عشر من نونبر 2015 انطلق سبعة شبان يحملون الأسلحة ذاتها مكشوفي الوجه غير آبهين إلا بإنهاء مهمتهم الإرهابية التي تجمعوا من أجلها في باريس. كشفت السلطات الفرنسية في ذلك الوقت عن هوية المهاجمين والذين كان من بينهم شخص يدعى أحمد محمد المحمد، سوري الجنسية من مواليد 10 سبتمبر 1990، بعد العثور على جواز سفره في استاد باريس الذي وقع فيه الهجوم الأول. لم يسجل دخول أحمد إلى فرنسا، لكن رحلته التي انتهت في فرنسا كانت قد بدأت بطلبه اللجوء في اليونان قبل أن ينتقل بعدها إلى صربيا ومنها متسللًا إلى النمسا ومن ثم إلى فرنسا. في هذا التحقيق، نكشف معلومات جديدة عن كيف أديرت عملية التحقيق المالي حول شبهة تحويلات مالية قام بها أحمد المحمد قبل وقوع هجوم باريس شملت ما يقارب 78 مليون دولار وشملت هذه التحويلات لبنان، الأردن، وروسيا. قبل هجوم باريس بأقل من عام، وخلال الفترة الممتدة من يناير 2010 إلى فبراير 2014 أجرى محمد الأحمد ما يقارب 1938 حوالة مالية بحسب تحقيقات هيئة مكافحة الجريمة المالية والبنوك التي أبلغت عن تلك التحويلات. بدأت عملية تعقب الحوالات المالية المطابقة لاسم منفذ عمليه استاد باريس بعد حدوث العملية الإرهابية. في تاريخ 18 نوفمبر 2015 فتح بنك نيويورك ميليون "BNYM" استمارة تتبع للحسابات والحوالات التي تطابق الأسماء وجوازات السفر. تظهر الوثائق التي حصلنا عليها من خلال مشروع "فينسين" – مشتركًا بين شبكة إعلاميون من أجل صحافة عربية استقصائية أريج والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين "ICIJ" و"Buzzfeed"- أن شخصًا باسم الأحمد اشتبه في أنه امتلك حسابات بنكية في لبنانوروسياوالأردن. مُرسِل الحوالات؟ بعد ما تم الاشتباه في الحسابات البنكية المرتبطة باسم أحمد المحمد، بدأت المعلومات تنهال على هيئة مكافحة الجرائم المالية "Fincen" عن حسابات بنكية تحمل اسم أحمد المحمد. استقبلت "Fincen" تلك التفاصيل وخط سير الحوالات المالية التي جرت خلال تلك الفترة. لم يكن شخصًا واحدًا الذي يملك هذه الحسابات في ثلاث دول هي لبنان، الأردن، وروسيا، بل لأشخاص بمعلومات شخصية وتفاصيل مختلفة عن الغرض التي أرسلت فيه تلك الحوالات. مِن لبنان ظهر اسم رجل أعمال يحمل نفس الاسم، لكن هل هو أحمد المحمد مفجر استاد باريس؟ طُلب من بنك بيبلوس معلومات مفصلة حول صاحب حساب بنكي يحمل نفس اسم المحمد وتفاصيل الحوالات التي أجراها. أحمد المحمد، لبناني وليس سوريا، تاريخ ميلاده مختلف عن تاريخ ميلاد المشتبه به، وهو تاجر دراجات هوائية ومعدات مستوردة من الصين. حوالاته المالية كان واضحًا أنها أرسلت لحسابات بنكية لشركات صينية تنتج دراجات هوائية عن قيمة دراجات ومعدات يستوردها إلى لبنان. شخص آخر يحمل نفس الاسم وضع في قائمة الاشتباه ولكنه من الأردن. أرسل حوالات كان الغرض منها تجارة سيارات مرسلة من الأردن إلى كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا عبر مصرف بلوم بانك عمان. ثالث المشتبه بهم، شخص بنفس الاسم ويحمل الجنسية الروسية. لم تتجاوز مجموع تلك الحوالات التي أرسلت عبر بنك ووري موسكو 4,413 دولارًا، وكان المستلم لتلك الحوالات جامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا. ومن العراق، ويعيش في الأردن كانت حوالة أحمد قد أوقفت والتي أجريت عبر بنك بيبلوس بنك في لبنان. كان المستفيد من الحوالة شركة متخصصة في خدمات الهجرة في لندن. بعد مراجعة وتدقيق الاسم والتفاصيل والتأكد من أن الأمر تشابه أسماء فقط ولا توجد شبهة مرتبطة بالاسم الذي يتم البحث عنه، وتم السماح بإرسال الحوالة. أسماء لأشخاص آخرين من الأردن تم الاشتباه بهم، جرى تدقيق معلوماتهم وحساباتهم البنكية والحوالات التي أجريت والأشخاص أو الجهات التي استقبلتها. اتضح أنهم جميعا ليس لهم علاقة بالشخص المشتبه به.
ملفات"فنسن".. هجوم باريس: لعنة الاسم تلاحق 78 مليون دولار- تحقيق دولي