قدمت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة جديدة، تحليلا للوضع الوبائي، المرتبط بفيروس كورونا المستجد كوفيد – 19، منذ نهاية الحجر الصحي في المغرب، والذي عرف "انفجارا" منذ شهر غشت الماضي، مؤكدة أن هذه الوتيرة التصاعدية يحتمل أن تستمر، وبشكل أكثر حدة. وبحسب الدراسة نفسها، فإن معدلات استغلال أسرة المستشفيات بلغت 33.7 في المائة، في بداية شهر ماي الماضي، و4 في المائة بالنسبة إلى أسرة الانعاش، لكن مع انتهاء تدابير الحجر الصحي، عرف النظام الصحي ضغطا كبيرا مع نمو سريع في استخدام أسرة المستشفيات، بينما لم تعرف الطاقة الاستيعابية فيها أي تغيير، وبقيت عند المستويات السابقة نفسها. ونبهت الدراسة، التي أنجزتها مديرية التوقعات، التابعة لقسم الدراسات العامة في المندوبية السامية للتخطيط، إلى وجود إمكانية كبيرة لدخول النظام الصحي الوطني في "حالة ذروة"، إذا تجاوز عدد الحالات النشطة 31 ألف حالة. وسجلت الدراسة نفسها أن عدد الإصابات بالفيروس ارتفع بشكل حاد، في فترة ما بعد الحجر، إذ عرف شهر غشت الماضي، زيادة قدرها 157 في المائة من الحالات، مقارنة مع الأشهر الخمسة الأولى من الوباء، فيما تظهر بيانات، شهر شتنبر الماضي، أن عدد الحالات النشطة لايزال قريبا من 20 ألف حالة. وأضافت الدراسة ذاتها أن عدد الوفيات اليومية زاد بمعدل 30 إلى 40 حالة، يوميا، منذ نهاية شهر يوليوز الماضي، ما يعكس زيادة مستمرة في عدد الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض. ورأت الدراسة أن خطر حدوث موجة كبيرة جديدة للوباء لايزال مرتفعا، حيث توقعت أن يصل إجمالي حالات الإصابة في نهاية 2020 إلى عدد يتراوح بين 229 ألف كأقل تقدير، و475 ألف كأقصى تقدير، وخلصت إلى إمكانية فرض حجر صحي لمدة يوم واحد في الأسبوع، لاسيما في الجهات الوسطى، التي تتميز بنشاط وبائي مرتفع، معتبرة أن ذلك سيمكن من تجنب 72 ألف حالة في نهاية دجنبر المقبل.