هل يمكن للبوليساريو توقيع اتفاقية الدفاع المشتركة، لأنها تعتبرها حقا يعترف به القانون الدولي والاتحاد الإفريقي؟ ليس بوسع جبهة البوليساريو توقيع أي اتفاق دولي يحظى بالتصديق الدولي من منظور القانون الدولي. ذلك أن جبهة البوليساريو لا تحظى باعتراف أممي. وتبعا لذلك، فإنه لا يمكن للبوليساريو توقيع اتفاق يتسم بالصبغة الدولية ويحظى بمصادقة الأممالمتحدة. وإذا وقعت الجبهة أي اتفاق من هذا النوع، فإنه أمر نادر ولا يمكن الاعتداد به. لماذا تمعن جبهة البوليساريو في مهاجمة فرنساوالأممالمتحدة في خرجاتها الأخيرة عبر البوابات الإعلامية الجزائرية، وفي المقابل تخطب ود مجلس الأمن؟ مهاجمة الجبهة لفرنسا أصبح واقعا معتادا قبل وبعد مصادقة مجلس الأمن الدولي على قرارات حول الصحراء. ويرجع الأمر إلى الموقف الفرنسي الذي يتناغم والموقف المغربي حين يؤيد الرؤية الواقعية لإيجاد تسوية سياسية لنزاع الصحراء. ومن جهة ثانية، فإن الجزائر تحاول أن تأكل الثوم بفَم البوليساريو، لاسيما وأن القيادة الجديدة لم تعد تقوى على انتقاد الموقف الفرنسي فيما يخص العديد من القضايا؛ منها الفترة الاستعمارية لفرنسا والوجود الفرنسي في مالي ومنطقة الساحل والصحراء. وينضاف إلى ذلك ما تراه الجزائر دعما للمغرب لقيادة المصالحة في مالي، والتي تعتبرها الجزائر حديقتها الخلفية. هل تعتقد أن الأممالمتحدة ستعين مبعوثا أمميا جديدا قبل نهاية السنة الجارية، أم أن ملف الصحراء ليس قضية ملحة وذات أولوية في السياق الدولي الراهن؟ من الصعوبة بمكان توقع تعيين مبعوث شخصي إلى الصحراء في الولاية المقبلة لبعثة المينورسو لاعتبارات عدة؛ منها عدم وجود شخصية تحظى بإجماع مجموعة أصدقاء الصحراء وأطراف النزاع من جهة. ومن جهة ثانية، فإن الملف تم حفظه بطريقة ما بسبب الموقف الراديكالي والمتعنت للجزائر والبوليساريو.