تجاهل المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، الذي انعقد أول أمس الأحد، التحقيقات التي يخضع لها عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس فريقه البرلماني، والوزير السابق محمد مبدع، بسبب الاختلالات في تدبير جماعة الفقيه بنصالح التي يسيرها منذ سنوات. وعلمت "أخبار اليوم" أن مبدع، تابع اجتماع المجلس الذي عقد عن بعد، وألقى كلمة في الاجتماع دون أن يشير إلى ما نشر عن خضوعه لتحقيق أمني لمدة 10 ساعات من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، كما أنه لا أحد من أعضاء المجلس الوطني سأله عن حقيقة هذه التحقيقات. ومن جهة أخرى، علمت "أخبار اليوم" أن اجتماع المجلس الوطني للحركة الشعبية، جاء بعد تأخر كبير دام سنة حيث كان مقررا عقده في مارس، لكن تأخر بسبب الجائحة، وذكرت مصادر أن جدول أعماله لم يضمن اتخاذ قرارات مهمة، وقال مصدر من الحزب ل"أخبار اليوم"، إنه كان يجب عقد الاجتماع بسبب تأخر انعقاده بسبب أزمة كورونا، مشيرا إلى أن النقاشات هيمنت عليها الاستعدادات للانتخابات، لكن دون اتخاذ أي قرار. واختار الحزب أن تكون الدورة مخصصة "لروح الرئيس المؤسس المحجوبي أحرضان"، وأشاد امحند العنصر في عرض سياسي بتدخل القوات المسلحة الملكية لفتح معبر الكركرات، كما أشار إلى زيارة الرؤساء والأمناء العامين للأحزاب السياسية الوطنية للمنطقة، الجمعة 27 نونبر، والتي "جسدت لحظة قوية من لحظات الإجماع الوطني والشعبي والسياسي حول قضية الوحدة الترابية للمملكة". وبخصوص علاقة الحزب بجبهة العمل السياسي الأمازيغي، أشار العنصر إلى عقد اجتماعات مع ممثلي الجبهة التي عبر أعضاؤها عن رغبة الانخراط في العمل السياسي للدفاع عن أفكارهم، لكنه شدد على أن الحركة الشعبية منذ نشأتها انخرطت في مسلسل الدفاع عن الأمازيغية ورفضت تسييسها لأنها قضية "مصيرية ولا يمكن أن تصبح مطية لكسب الأصوات الانتخابية". وبخصوص الاستعداد للانتخابات المقبلة، اعترف العنصر بأن حزبه لازال يعاني تأخرا في وضع "الهياكل المعهود إليها تهييء الانتخابات"، داعيا الجميع إلى الانخراط الفعلي للتغلب على هذه النقائص وقال: "أمامنا فرصة ثمينة لتقوية الهياكل وتوسيع تواجد الحركة الشعبية في مختلف الأقاليم، فما علينا إلا استغلال الفرصة التي تتطلب منا جميعا مضاعفة الجهود بكل جدية لتعود الحركة الشعبية إلى مكانها الطبيعية ضمن الأوائل في المشهد السياسي". من جهته، قال سعيد أمسكان، رئيس المجلس الوطني للحزب، إن "دورة الوفاء لأحرضان"، تعني أنه يستحق تكريما كبيرا وسيحظى بذلك من حزبه وأنصاره وهم كثر في الآتي من الأيام، واعتبر أن شخصية أحرضان "أثارت الجدل في محطات سياسية عديدة من تاريخ المغرب"، لأنه "ناضل من أجل التعددية الحزبية" ودافع عن الأمازيغية في وقت كان الحديث عنها من الطابوهات، كما تقلد عدة مناصب، وتجسدت فيه قيم "الوفاء للعرش"، مشيرا إلى أن أحرضان، "الزايغ"، الذي يعني بالأمازيغية الرجل الحر والشجاع، مدعاة "للفخر والاعتزاز" للحزب والمغاربة.