تضمن تقرير اللجنة الملكية المكلفة بالنموذج التنموي، الذي قدمه رئيس اللجنة شكيب بنموسى أمس الثلاثاء أمام الملك محمد السادس، خلاصات الاستشارات التي قامت بها اللجنة مع مواطنين من مختلف مناطق المغرب، ومن أبرز ما جاء فيه أن هؤلاء استعملوا عبارات للتعبير عن عدم الرضى وفقدان الثقة، مثل قولهم "نظامنا التعليمي يقتل الإبداع"… "لا مال لا علاجات"… "لا شيء ينتظر من القادة السياسيين"… "المغرب بلاد في حالة حرب ضحاياه الشباب"… "يجب تكريس حرية التعبير والحريات الفردية داخل المجتمع"… وللتعبير عن الفوارق وردت عبارة "جزر من النجاح والثروة في محيط من البؤس"… "يجب أن نحارب الثراء غير المشروع وربط المسؤولية بالمحاسبة. وجاء في التقرير أن لقاءات المواطنين مع أعضاء اللجنة تبرز "بعض المخاوف بشأن المستقبل"، نابعة أساسا من الإحساس "بتعطل آليات الارتقاء الاجتماعي وتلاشي الثقة في قدرة المؤسسات العمومية على السهر على الصالح العام". وجاء في التقرير أن المشاركين في الاستشارة بمختلف أصنافهم أعربوا عن قلقهم إزاء هذه الحالة التي يزيدها استفحالا "الشعور بضعف الحماية الاقتصادية والاجتماعية والقضائية". وفي هذا الصدد تم التركيز على نقطتين أساسيتين: أولا ضعف الإدماج الاجتماعي الذي يتسم به النموذج الحالي والمتجلي في "تعميق الفوارق ومخاطر التراجع الاجتماعي للطبقة الوسطى" وثانيا، "أزمة الثقة تجاه الفعل العمومي"، في سياق تردي جودة الخدمات العمومية، و"ضعف الحس الأخلاقي وقيم النزاهة على العموم لدى المكلفين بتدبير الشأن العام"… ويتجلى ضعف الثقة أيضا إزاء النخب السياسية والاقتصادية والفئات الاجتماعية الميسورة والتي ينظر إليها من زاوية "استفادتها من امتيازات غير مشروعة، وأنها غير حريصة على المصلحة العامة".