كال رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار انتقادات ضمنية إلى نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال على خلفية تصريحاته في لقاء أحزاب المعارضة يوم الاثنين الفائت، بشأن عدم قدرة السلطات المغربية المكلفة بالفلاحة على تأمين الغذاء للمغاربة خلال الشهور التي أغلقت فيها البلاد بسبب الجائحة. للتدليل على ذلك، ضرب الطالبي العلمي الذي كان يتحدث أمس الأربعاء بالدار البيضاء، في اللقاء الختامي لجولة حزبه لعرض برنامجه الانتخابي، مثالا عن بنت وزير سابق من حزبه، وهو أنيس بيرو، الذي كان وزيرا مكلفا بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، تقيم في بريطانيا حيث تدرس. وقال: "لقد علقت ابنته هناك خلال الإغلاق المرتبط بالوباء، وكانت تحاول التزود بالغذاء عن طريق طلبيات في الأنترنت. تلك الطلبيات لم تكن تصل سوى بعد 15 يوما، بينما كان محل البقالة المجاور لمقر سكناها خاليا تقريبا من أي مؤن غذائية، باستثناء الأرز، وكان أيضا نادرا". ويضيف: "كنت متابعا لتلك الوضعية مع بيرو، وما كان يحدث في بريطانيا آنذاك، لم يكن موجودا بالمغرب. لقد جرى تأمين سيادة البلاد من حيث الغذاء في تلك الفترة، لكن البعض رغم ذلك، يحاول أن يلصق بعض الكليشيهات بالعمل المنجز". وعلى خلاف هذه الانتقادات، كال الطالبي العلمي المديح لرئيسه في الحزب، عزيز أخنوش، لاسيما في ما يتعلق بعمله وزيرا للفلاحة. وعاد الطالبي بذاكرته إلى الوراء عندما كان وزيرا في حكومة إدريس جطو (2002-2007)، وقال إنه كان في سفر إلى تونس مع الوزير الأول آنذاك، وبينما كانت الطائرة التي تقلهما تستعد للهبوط في ذلك البلد، تحدث إليه بشأن الطريقة المناسبة لدفع قطاع الفلاحة قدما. "كان يقول لي (يقصد جطو) ماذا يتعين علينا أن نفعل… كانت الفلاحة حينئذ تخضع للتوازنات السياسية، وفي نهاية المطاف لم ننجز أي عمل، حتى عام 2007، عندما أصبح أخنوش وزيرا للفلاحة". وليس عمل أخنوش في الفلاحة وحده مصدر فخر بالنسبة إلى الطالبي، بل وكذلك طريقته في قيادة التجمع الوطني للأحرار منذ 2016. ويقول في هذا الصدد، إن المكتب السياسي "كان قبله في صراع دائم بين أطرافه، وكنا نتعارك من أجل أشياء تافهة وفارغة، وكنا نعد البرنامج الانتخابي استنادا إلى أقوال الصحف، ونسلم التزكيات لمن يسبق إليها فقط، ونرشح بمنطق توزيع الغنيمة، وطالما فشلنا في تكوين شبيبة بسبب معيقات يصطنعها البعض، بينما لم نتقدم قيد أنملة في تشكيل قطاع نسائي للحزب". غير أن هذه الوضعية تغيرت الآن وفقا للطالبي، ويوضح قائلا: "لقد وُضع حد للشخصنة التي كانت منتشرة في الحزب، وأصبحت لدينا منظومة عمل. لقد شكل أخنوش فريقه على جميع المستويات، وهو يحصد النتائج العملية لذلك في الحزب". وخلص الطالبي إلى أن رئيسه في الحزب "شخص ناجح في القطاع الخاص، وناجح في إدارة قطاع الفلاحة، ونجح في تسيير الحزب، وسينجح بالضرورة في قيادة المرحلة المقبلة".