ضربة موجعة تلقاها حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم الفحص أنجرة (شمال)، بعدما قرر جميع منتخبيه تقريبا، مغادرته على مقربة من الانتخابات المقررة شهر شتنبر المقبل. وقال رضوان نوينو، المنسق الإقليمي للحزب، وهو أيضا نائب برلماني، إن "المنتخبين الذين كانوا ينتمون إلى حزب الأصالة والمعاصرة، في طور مفاوضات مفتوحة حول الجهة الحزبية الأكثر جاذبية للحقا بها". نوينو أيضا غادر حزبه، وأوضح لموقع "اليوم 24″، أنه "ينظر في الخيارات المتاحة لديه في الوقت الحالي، وهي محصورة بين حزب التجمع الوطني للأحرار، وبين حزب الاستقلال". يشار إلى أن "البام" كان هو القوة الرئيسية في هذا الإقليم وفقا لنتائج الانتخابات الجماعية لعام 2015، وحصل آنذاك على 62 مقعدا من مجموع 131، بينما حزب الاستقلال ظفر في الإقليم كله بمقعد واحد فحسب، أما الأحرار فقد كان نصيبهم 37 مقعدا. وكان "البام" يقود كل من المجلس الإقليمي، وجماعات البحراويين، وملوسة، وقصر المجاز، وجوامعة، والقصر الصغير. ويشدد نوينو على أن هؤلاء الرؤساء أيضا "في طور التفاوض الجماعي بشأن الوجهة الحزبية التي ستحتضنهم". ولم يشر نوينو إلى أي أسباب كانت سببا في دفعه هو وجماعته من المنتخبين، إلى الرحيل عن "البام". وكانت هذه المغادرة متوقعة على كل حال، وفي شهر أكتوبر الفائت، انكشف وجود مفاوضات بين هؤلاء وبين حزب التجمع الوطني للأحرار، غير أن نوينو، وبصفته منسقا إقليميا لحزبه آنذاك، أصدر بيانا يكذب فيه أي توجه لمغادرة "البام". والآن، وقد تغير ذلك، فإن حزب الأصالة والمعاصرة مهدد بالاضمحلال في هذا الإقليم. وفي هذا الصدد، يقول عبد اللطيف الغلبزوري، الأمين الجهوي للحزب في طنجةتطوانالحسيمة" "إذا كان من إقليم تأثر بالمشاكل التي مرت بالحزب في السنتين الماضيتين، فهو إقليم الفحص انجرة، حيث أدت بعض المقاربات الخاطئة إلى أن يختل وضع الحزب به" مضيفا في تصريح لموقع "اليوم 24": "يبقى رحيل هؤلاء عن الحزب إلى أحزاب أخرى، حقا لهم، وهم أدرى بما هو ملائم لهم، والغاية الجوهرية هو أن يتم تحقيق التنمية بهذا الإقليم". وبعدما شدد على "علاقات الود والاحترام" التي تجمعه بأغلب رؤساء الجماعات بهذا الإقليم، خلص إلى أن هذه المغادرة الجماعية "سوف يؤثر على حظوظ الحزب، لأن الاقليم من الناحية الديموغرافية صغير بعدد جماعات لا يتعدى سبعة، ومن الصعب العثور على بدائل أخرى". لكنه أضاف مستدركا إن حزبه "يسعى إلى ضمان حضور بإقليم الفحص أنجرة". الغبزوري كتب تدوينة على حسابه في الشبكات الاجتماعية منتقدا منتخبيه الدين غادروا "البام"، بيد أنه تراجع عن مضمونها قائلا لنا: "لقد أسيء فهمها، واستعملت في نهاية المطاف لأهداف ما كان ينبغي استخدامها من أجلها، وما كان يجدر كتابتها تبعا لذلك".
