أجزاء كبيرة من مذكرات حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، أصبحت منتهية التحرير وجاهزة. صفحات كثيرة تنضب بمعلومات حيوية عن كواليس شارك في التخطيط لها وتنفيذها شباط نفسه منذ توليه قيادة حزب الاستقلال، وتبرز كذلك، أدوار شخصيات سياسية، كما مسؤولين كبار في الدولة، وهي في الغالب لن تتلقى هذه المضامين بصدر رحب، وهي تقرأ بشكل تفصيلي أقوالها كما أفعالها في مراحل معينة من التاريخ السياسي المعاصر للبلاد، وأيضا طريقتها في إدارة القرارات السياسية الأكثر أهمية في العشر سنوات الأخيرة. مصدر مطلع قال لموقع "اليوم 24″، إن شباط، ومنذ عودته للبلاد عقب فترة غامضة، قضاها في الخارج، كان منكبا بمساعدة "كاتب شبح" على تحرير مذكراته، غير أن العمدة السابق لفاس، أرجأ نشر مذكراته تحسبا لأن تشكل مصدر مشاكل بالنسبة إليه، في الوقت الذي يسعى فيه إلى دخول الانتخابات. لكن بعض المضامين تسربت في نهاية المطاف. تسرب فكرة أن شباط بصدد إنهاء مذكراته، كما تسرب بعض تفاصيلها، يربطه بعض المراقبين بالمأزق الذي وجد نفسه فيه الأمين العام السابق، وهو يعزم الترشح مجددا في فاس. الأمين العام الحالي للحزب، نزار بركة، رفض بشكل مطلق تزكية ترشيح شباط لأي منصب انتخابي، بعدما كان قد اتفق فيما مضى مع شباط، وفق تصريحات هذا الأخير، على تسليم إدارة الانتخابات في فاس إلى شباط، ولقد شرع بالفعل في إدارة حملة مبكرة في فاس حتى تغير فجأة موقف القيادة المركزية منه. تنكر حزب الاستقلال بشكل تام لشباط، "يجد تفسيره في بعض الأجزاء، من تلك المذكرات التي كتبها"، يقول مصدر مقرب منه. ولم يتسن الحصول على رأي شباط من هذه القضية، غير أن بعض المصادر تشير إلى أن "شباط عوقب… بسبب مشروع المذكرات، ولأسباب أخرى"، وكما يضيف مصدر على نحو أدق، فإن "شباط، وبغض النظر عما كان سيفعله بتلك المذكرات، إلا أنه أوقع نفسه في ورطة سياسية بسببها".