قالت دراسة حديثة، جرى تنفيذها بمدن وجدةوالفنيدقوالحسيمة، حول "تصور الهجرة في المدن الثلاث"، إن "سبب انعزال المهاجرين، يعود بالدرجة الأولى إلى حاجز اللغة بنسبة (91.9٪)، يليه الدين (13.2٪) ثم الفقر (8.9٪)". ونشرت فيدرالية أنمار للجماعات المحلية في شمال المغرب والأندلس، والصندوق الأندلسي لبلديات التضامن الدولي، نتائج الدراسة، والتي تم إجراؤها مع 2737 شابًا من ثلاث مدن تتراوح أعمارهم بين 18 و 26 عامًا عبر الإنترنت. وقال معدو الدراسة، إنها جزء من حملة "هجرة بدون أفكار نمطية "، وتهدف إلى الوصول لثلاثة أهداف، وهي "تقديم فكرة متوازنة وواقعية عن تصور الهجرة والمهاجرين" و"محاربة الأفكار المسبقة والقوالب النمطية، فيما يتعلق بالمهاجرين، واقتراح حلول لبناء سرد إيجابي حول الهجرة"، ثم "تعزيز قدرات البلديات الثلاث في التعامل مع قضايا الهجرة". واهتمت الدراسة السوسيولوجية بتصورات الهجرات الأجنبية لدى ساكنة المدن المذكورة وأثرها على العلاقات الاجتماعية والثقافية بين الساكنة المحلية والمهاجرين، كما تناولت القضايا التي تهم العلاقات التي تنسج بشكل يومي بين السكان المحليين والمهاجرين. وعلى مستوى تعليم المهاجرين، تعتقد الأغلبية العظمى من الشباب الذين شملهم الاستطلاع الخاص بالدراسة 96.5٪ من شباب الحسيمة و83.8٪ في وجدة و71.6٪ في الفنيدق، أن المهاجرين لا يتمتعون بمستوى تعليمي كافٍ. وبخصوص التواصل مع المهاجرين، تؤكد الدراسة أن "الأغلبية العظمى من الشباب الذين تم استجوابهم يعتبرون أن المهاجرين غير اجتماعيين، أكثر من 98.4٪ يعتقدون ذلك في الحسيمة، تليها وجدة بنسبة 88.8٪ وأخيراً الفنيدق بنسبة 73.1٪". وتقول الدراسة، إن "الأغلبية الساحقة من الشباب الذين تمت مقابلتهم، لا يخططون للزواج من مهاجر(ة)، ويبلغ هذا المعدل 94.9٪ في الحسيمة و66.8٪ في وجدة و29.4٪ في الفنيدق، وتتمثل الأسباب المقدمة، في "الصعوبات المتعلقة بالزيجات المختلطة، سيما الاختلاف في الدين والثقافة، ومخاوف الأسر والوضع الاجتماعي والمالي للمهاجرين". وخلصت الدراسة إلى أن "التصورات التي تم جمعها في إطار الدراسة، تتأرجح بين نقص المعرفة، واستمرار الصور النمطية حول السكان المهاجرين"، وأضافت، "يمكن تفسير هذه التصورات المتناقضة من خلال عاملين، الأول هو وضعية الهجرات بكل مدينة على حدة (حضور المهاجرين بالمدينة)، العامل المفسر الثاني، يكمن في جودة المعلومات المتداولة حول الهجرة في هذه المناطق". وأوصت الدراسة بإقامة حملات تواصلية وتوعوية تستهدف الشباب حول تمثلات متوازنة وواقعية للهجرة، كما دعت إلى "إعداد حملات تواصلية موجهة للمسؤولين والمنتخبين المحليين حول التعددية الثقافية ومزايا وفرص الهجرة". وأوصت أيضا ب"تعزيز إدماج الهجرة على مستوى مخططات التنمية المحلية"، و"تعزيز القدرات والمهارات المهنية للفاعلين الاجتماعيين من أجل رعاية ودعم أفضل للمهاجرين".