عين الملك محمد السادس، المؤرخ والروائي أحمد التوفيق، وهو في عقده الثامن، وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية للمرة الخامسة، وسط تساؤلات عن السر الذي يجعل التوفيق يحظى بالثقة الملكية طوال هذه المدة، فهو يشغل منصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ 2002. ويعد أقدم وزير في تاريخ الحكومات المغربية. التوفيق بهذا التعيين الملكي اليوم، عاصر خمسة رؤساء حكومات بالمغرب، بدءا بحكومات، إدريس جطو، وعباس الفاسي، وعبد الإله ابن كيران، وسعد الدين العثماني ثم حكومة عزيز أخنوش. حسب مقربين من الوزير التوفيق، فإن الرجل كان هو المشرف على رؤية الملك في الإصلاح الديني، وقام بتزيل أهم إجراءاتها، فعلى الرغم من بعض القرارات التي يمكن أن يعتبرها البعض، "جائرة" في حق بعض القيمين الدينيين، ومنها سلسلة توقيفات همت بعض الأئمة، فإنه في المقابل الأغلب الأعم من هذه الشريحة ترى بأن عهد التوفيق شهد طفرة في العناية الاجتماعية بالقيمين الدينيين، وفي مقدمتها تعميم التغطية الصحية. وحرص التوفيق على الانفتاح الفكري على كافة المشارب، والعمل على تنزيل المفهوم الجديد لإمارة المؤمنين، لأن التوفيق يبقى من أهم وزراء هذا القطاع، الضليع فيما يحفظ الأمن الروحي للمغاربة، من خلال الخبرة التي راكمها التوفيق كمؤرخ أو كوزير للشؤون الإسلامية، ومن خلال مساهمته في استقرار هذا الحقل، رغم كل الهزات أو التحديات التي واجهته.