عاد الجدل حول مضامين بعض الكتب المدرسية، التي يعتمدها المتعلمون كدعامات تربوية، بيداغوجية، إلى واجهة التراشق الإيديولوجي، بين من يعتبر المضامين " مُبيّتة " تستجيب لفسلفة تخدم أجندات معينة، وبين من يعتبرها مراجعات عادية غرضها توظيف أمثلة، ومقارنات.. تروم بناء كفايات المتعلمين. وفي ضوء هذا الجدل، يتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أمس الخميس، نصّا قصيرا عبارة عن وضعية بيداغوجية، في مقرر الخامس ابتدائي، مكون الإجتماعيات، يتضمن واقعة تزويج طفلة قاصر، قبل أن يتحوّل النص إلى أرضية لبناء التعلمات، لكن توظيف إسم عائشة، وسياق تزويجها داخل القبيلة، اعتبره البعض تجنيا على الدين، واستهدافا عن طريق " الهمز واللمز والغمز والطعن المبطن " في بيت النبوة، وهو ما من شأنه أن يهدد الأمن الروحي للأطفال، والبلد، وقد يتسبب في إشاعة التطرف، والإرهاب، يؤكد د عبدالرحمان بوكيلي، أستاذ وواعظ، في رد نشره في صفحته الرسمية. جدل " نص عائشة " استنفر خطباء جمعة، حيث اعتبر خطيب في مكناس، اليوم الجمعة، ما تضمنه كتاب التلميذ "سموما" تستهدف الناشئة، وتستهدف زعزعة العقيدة، لأنه يشير بصيغة غير مباشرة ل"أمنا عائشة رضي الله عنها"، التي زوجها الله للرسول الكريم، وفي ذلك حكمة ربّانية عظيمة. من جهته، اعتبر محمد عبد الوهاب رفيقي، الداعية الملقب ب" أبو حفص"، أن النص الذي خلف الجدل مصاغ بعمق، وإتقان، لأنه يثير موضوع تزويج القاصرات في مقرر دراسي، وهي خطوة قال إنها تستحق التقدير، واستعمال إسم عائشة عادي، وطبيعي، مضيفا، في تدوينة نشرها في صفحته الفيسبوكية، أنه ليس هناك تلميح، أو تعريض، واصفا انتفاضة البعض ضد توظيف هذا الإسم ب" الأسطوانة المشروخة ". جدل المقررات الدراسية دفع محمد حصاد، وزير سابق للتربية الوطنية، إلى التدخل لرأب الصدع في مواجهة مماثلة اندلعت، قبل 4 سنوات، بين أساتذة الفلسفة وأساتذة التربية الإسلامية، والتزام وزارته بمراجعة سلسلة كتب أثارت جدلا واسعا في صفوف مدرسي الفلسفة.