نهاية أسبوع وبداية أسبوع آخر ستكون شيقة في الجارة الشمالية، إذ تتجه كل الأنظار إلى مدينة مايوركا السياحية، حيث ستبدأ صباح يوم الاثنين المقبل محاكمة الأميرة كريستينا دي بوربون، شقيقة ملك إسبانيا فيلبي السادس، بتهمة اختلاس المال العام، وهي القضية المعرفة ب"ملف نوس". ويتزامن وقوف الأميرة كريستينا أمام القاضي الإسباني رفقة زوجها إنياكي أوندرنغين، مع "البلوكاج" السياسي الذي تعيشه إسبانيا في ظل عجز الحزب الشعبي عن تشكيل الحكومة باعتباره الحزب المتصدر للانتخابات. في هذا الصدد، أكد محامي الأميرة، ميكيل روكا، اليوم الجمعة، أن "الأميرة مستعدة للمثول أمام القضاء بكل هدوء"، في هذا الصدد، أشار خبراء أن مثول كريستينا أمام القضاء ووضع شقيقها الملك فيليبي مسافة بينه وبينها للحفاظ على حيادية المؤسسة الملكية يزيد من استقلالية القضاء ويقوي المؤسسات الديمقراطية التي عانت في السنوات الأخيرة من انفجار مجموعة من قضايا الفساد والتي وصلت إلى العرش الإسباني. في المقال، رأى آخرون أن مثول أول فرد في تاريخ العائلة الملكية الإسبانية أمام القضاء سيساهم في تدني صورة الملكية لدى الإسبان وتقوية صف الجمهوريين، في وقت حساس وخطير جدا تعيش فيه كل إسبانيا على إيقاع المطالب الانفصالية الكتالونية و"البلوكاج" السياسي، والحديث عن إمكانية حدوث تحالف يساري يجمع بين الحزب الاشتراكي وبوديموس الذي لا ينظر بعين الرضا إلى الملكية، بل أكثر من ذلك انتقد الخطاب الملك فيلبي السادس بمناسبة أعياد الميلاد. ومن المنتظر أن يعرف محيط محكمة مايوركا حضور عدد كبير من المتتبعين لهذه القضية من مواطنين وصحافيين، في هذا الصدد، حصل 560 صحافي من مختلف المنابر الإعلامية العالمية لمتابعة المحاكمة، كما يتم اتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة لتجن انفلات الأمور.