الاستغلال الجنسي للأطفال المغاربة غير المصحوبين في إسبانيا من قبل شبكات تهريب البشر، أصبح واقعا يؤرق بال المنظمات الحقوقية والمدنية الدولية والحكومة الإسبانية، لاسيما وأن الأطفال المغاربة غير المصحوبين من أكثر الاجانب الذين يبيتون في العراء في شوارع مدريد وبرشلونة وغيرها من المدن. وكشف تقرير للمنظمة الأممية "اليونسيف"، أن الأطفال القاصرين المغاربة بإسبانيا يعانون من الاستغلال الجنسي، كما يتم استغلالهم من قبل شبكات تهريب البشر في أعمال قذرة مثل الأجرام والسعاية. التقرير أشار أيضا إلى أن إسبانيا تعتبر كذلك بلدا معبرا لنقل الأطفال المغاربة القاصرين من قبل شبكة التهريب، لاستغلالهم في بعض البلدان الأوروبية مثل ألمانيا والبرتغال وفرسنا. في نفس السياق، أوضح التقرير كذلك أن هذه الشبكات الإجرامية العابرة للقارات، تستعمل المغرب ك"بلد عبور" لنقل المهاجرات القاصرات الإفريقيات إلى إسبانيا ودول أوروبية أخرى بهدف استغلالهن جنسيا، مبرز أن الشبكات تعمد إلى استعمال خدعة "السحر الأسود" المشاع في الأدغال الإفريقية بهدف منع الضحايا من التمرد والإبلاغ عن مستغليهم. وجاء في التقرير أن "الشبكات تستعمل قاصرين يستقطبون أطفال آخرين في المدارس ومواقع التواصل الاجتماعي"، مضيف أن هؤلاء الأطفال يعيشون في إسبانيا ويجودون في وضعية صعبة. وبعد استقطابهم يتم الزج بهم في "أماكن صعبة الولوج ومراقبة جدا". هذا التقرير بعد يزكي المعلومات التي كشفتها صحيفة "الباييس" بخصوص استغلال بيدوفيل إسباني يدعى فريدي سلفادور سوسا مينديز، والذي يتخذ لنفسه اسمين نسويين فاليريا إسبيرانثا ولاورا" والبالغ 33 عاما، للأطفال قصر مغاربة تبلغ أعمارهم ما بين 13 و16 ربيعا، إذ يعمل على استدراجهم تحت التهديد مباشرة أو فايسبوك أو واتساب إلى شقة يكتريها في منطقة "سالت" بيخرونا"، من أجل ممارسة شذوذه الجنسي عليهم، علاوة على تورط ضباط أمن إسبان في الاعتداء الجنسي على قصر مغاربة. هذا في الوقت الذي يتحدث فيه تقرير لمكتب "تسجيل القاصرين الأجانب غير المصحوبين بإسبانيا" أن عدد القاصرين المغاربة غير المصحوبين المسجلين في مختلف مراكز إيواء القصر في مختلف مدنها يصل إلى 2200 قاصر إلى حدود شهر دجنبر 2015، علما أن العدد الإجمالي للقاصرين الأجانب بإسبانيا لا يتجاوز 3419، من بينهم 452 طفلة، مما يعني أن الأطفال المغاربة هم أكثر الجنسيات هروبا من أوطانها بحثا عن "الفردوس الإسباني". من جهة ثانية، كشفت دراسة أنجزتها جامعة "كومبلوتينسي" بمدريد أن المغاربة يحتلون المرتبة الثانية من حيث عدد الأجانب الذين يبيتون في العراء ويفترشون الأرض في شوارع مدريد بنسبة 13.2 في المائة، مسبوقين بالرومانيين ب39.6 في المائة، موضحة ان 60 في المائة من هؤلاء ليس لديهم مستوى دراسي جيد، وان 44 في المائة منهم يشتغلون لكن تلك الأجور التي يحصلون عليها لا تكفيهم لاكتراء شقة ومصاريف الأكل.