بعد جرائم المدينة العتيقة بفاس، والتي تكررت خلال المدة الأخيرة ضد السياح الأجانب، وقدمت صورة مشروخة عن المغرب، متسببة في تراجع أرقام السياحة في بلدنا بسبب الأمن، سارعت ولاية الأمن بفاس بأوامر مركزية، إلى عقد اجتماع مع جمعيات المجتمع المدني، والتي تنشط بالمدينة القديمة، لإطلاق حزمة جديدة من "التدابير الاحترازية"، تواكبها تدخلات أمنية لتطويق الجريمة ضد السياح الأجانب وزوار الفضاءات التاريخية من المغاربة وغيرهم. وعلم "اليوم24" من مصادر قريبة من الموضوع، أن والي الأمن بفاس، عبد الإله السعيد، اجتمع مساء يوم الجمعة الأخير بمكتبه مع رابطة جمعيات المدينة القديمة، تمثل جمعيات التجار وأرباب الفنادق والرياضات السياحية وسكان أزقة المدينة، والذين انتقدوا بشدة اعتماد مصالح الأمن على عناصر الشرطة السياحية بزي مدني، في مقابل الغياب التام لدوريات أفراد الشرطة بالزي الرسمي، والذين لن تجد لهم وجودا في مختلف الأزقة والفضاءات السياحية باستثناء باب بوجلود ومدخل الرصيف، وهو ما تسبب في عدم شعور الزوار وأهل المدينة القديمة بالأمن والطمأنينة، بحسب ما كشفت عنه الجمعيات في لقائها بوالي الأمن. وشدد الفاعلون المهنيون والجمعويون، في مطالبهم المرفوعة إلى المديرية العامة للأمن الوطني عبر ممثلها بفاس، على ضرورة تشغيل كاميرات المراقبة التي تم تثبيتها بعدد من الأزقة والفضاءات التاريخية والسياحية، والتي لم تعد صالحة بسبب حجبها من قبل أشغال تدعيم البنايات المهددة بالسقوط بالأعمدة الخشبية، حيث طالبوا التدخل العاجل للجهات المعنية لإعادة تشغيل الكاميرات، وتمكين عناصر الأمن من التدخل في الوقت المناسب ضد المجرمين الذين يحترفون السرقات تحت التهديد بالسلاح أو بالنشل ضد السياح وزوار المدينة القديمة. هذا وتصاعدت منذ جريمة فاس ضد السائحين الإنجليزيين بداية شهر يناير من العام الحالي، وقبلها جريمة مماثلة ضد سائحة هولندية منتصف شهر أكتوبر 2016، وثالثة قبلهما بعام ضد سياح ألمان تعرضوا لمحاولة القتل بالسلاح الأبيض بقلب المدينة العتيقة، (تصاعدت) مطالب مهنيي وحرفيي القطاع السياحي بضرورة تعزيز الصورة الإيجابية للوضع الأمني بالمدينة العتيقة، وتحرك إدارة الحموشي لمعالجة عاجلة للنقص الكامن في عناصر الأمن بالزي الرسمي، يوازيه نقص آخر في عناصر الشرطة السياحية الذين لا يتعدى عددهم 54عنصرا ، بمقابل أزيد من 160 عنصرا بمدينة مراكش، حيث بات أفراد الشرطة السياحية عاجزين عن تأمين الفضاءات السياحية من باب بوجلود حتى باب فتوح، يورد مصدر قريب من الموضوع.