تناولت جريدة "لاستامبا" الإيطالية الواسعة الإنتشار، في عددها لنهار أمس السبت، الأوضاع في المناطق الشمالية للمغرب في مقال مطول من توقيع الصحافية، من أصول مغربية كريمة موال، يحمل يحمل عنوان:"توتر كبير في المغرب…ثورة الريف". وتحث المقال عن "عودة الإضطرابات في هذه الأيام، إلى واحدة من الدول الأكثر استقراراً في شمال إفريقيا، المغرب، حيث عاد شبح قديم مهدِّد وخطير هو الريف، الجهة الأمازيغية ذات الجرح الذي لم يلتئم.. والتي نزلت بها أمواج بشرية وبشكل سلمي للاحتجاج على الرشوة والبطالة والقمع.."، بحسب الصحيفة الإيطالية. واستعرضت الصحافية الإيطالية- المغربية، تاريخ الاحتجاجات في الريف، وارتباطاته وجذوره التاريخية، وعرجت على النقطة التي أفاضت الكأس وهي حادثة مقتل محسن فكري، بائع السمك بشكل بشع داخل شاحنة لنقل الأزبال. هذه الحادثة التي قالت الصحيفة انها "خلفت سخطاً كبيراً ليس فقط في الريف ولكن في كل التراب المغربي". هذه القصة الحزينة، وفق صحافية "لاستامبا" أحيت "احقاداً قديمة وعداوات قديمة"، وكانت مناسبة ل"جلب الأضواء إلى هذه المنطقة المهملة من المغرب.."، ذلك أن حضور السلطات إلى منزل الضحية ووعودها بمعاقبة المسؤولين عنها لم يثني من خروج المتظاهرين إلى الشوارع "متحدّين المخزن"، ومتوجهين بشكل مباشر بشعاراتهم إلى الملك لأنهم "يريدون تغييراً جذرياً". وذهبت كاتبة المقال إلى وجود علاقة بين الاضطرابات التي تشهدها مناطق الريف و"غياب" الملك محمد السادس عن قمة الرياض، التي كان مقرراً أن يلتقي فيها بالرئيس الأمريكي ترامب، "فالعاهل المغربي تتبع دقات الثورة الأمازيغية ، متنازلاً عن ملاقاة الرئيس الأمريكي"، بحسب تعبير الكاتبة. وتضيف الإعلامية في مقالها ان الشمال يريد من الملكية في المغرب مجهودات وموارد وطاقة مثله مثل الصحراء. من جانب آخر خصص المقال حيزاً مهماً لزعيم الحراك الشعبي، ناصر الزفزافي، الشاب البالغ من العمر 39 سنة، وقالت عنه انه كان "يستحضر دائماً الزعيم التاريخي محمد بن عبد الكريم الخطابي، الرافض للوسائط والذي يوجه خطابه بشكل مباشر إلى الملك". وتختم الصحيفة مقالها:"إن لعبة الإستقرار في هذا البلد، تٌلعب في معقل معقد، لنرى كيف سيرد الملك بالشكل المناسب على هذا التحدي، وسيكون هذا الرد أيضاً طريقة لتجاوز شبح الصراعات القديمة".