مباشرة بعدما تم تداول خبر اعتقال البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عمر الزراد من قبل الفرقة الوطني للشرطة القضائية، بشبهة تلقيه الرشوة من أحد المواطنين، تداول رواد التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على نطاق واسع، مقطع فيديو للبرلماني يرافع فيه ضد الفساد، و"يجلد" حكومة العثماني وقبلها حكومة بنكيران، بسبب ما اعتبره "تقصيرها في محاربة الفساد". مقطع الفيديو الذي تداوله نشطاء التواصل الاجتماعي، تحول إلى مادة خصبة لًلتهكم على نموذج السياسيين الذين لا يتوقفون عن رفع شعارات محاربة الفساد، في الوقت الذي يكرسونه ويمارسونه، وأحيانا يفرضونه على المواطنين الذين لا يجدون حلا في بعض الأحيان لقضاء مصالحهم الخاصة إلا بالاستسلام لابتزازات بعض المسؤولين، وفق تعليقات رواد مواقع التواصل. البرلماني المشتبه فيه ظل طيلة 11 دقيقة يرافع في إحدى الجلسات الشهرية التي حضرها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ويعاتب الحكومة كونها رفعت شعار عفا الله عما سف، وكونها مقصرة في ضبط سلوك الإدارة التي تخرق القانون وتفسح المجال الرحب للفساد والرشوة، وتكريس منطق اللاعدالة واللامساواة في الولوج إلى الحقوق. وانبرى البرلماني المشتبه فيه إلى مهاجمة حزب بنكيران، وتهكم عليه كونه رفع شعار محاربة الفساد في حملته الانتخابية وبرنامجه الحكومة، دون أن يجد لذلك سبيلا، عندما تقلد المسؤولية وشرع في تدبير الشان العام الوطني والمحلي. واحتج البرلماني بقوة على استمرار المسؤولين في عرقلة ولوج المواطنين إلى حقوقهم بعرقلة المساطر الإدارية ودفع بعضهم إلى تقديم الرشوة، قبل أن تعتقل عناصر من الفرقة الوطنية، زوال أمس الأربعاء، نفس البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس بلدية تارجيست، وذلك بشبهة الرشوة. وحسب المعلومات التي حصل عليها "اليوم 24" من مصادر محلية، فإن مواطنا تقدم بشكاية ضد البرلماني البامي، وزعم أن هذا الأخير طالبه بملغ مالي، كرشوة لقضاء خدمة له. ونصبت عناصر الفرقة الوطنية كمينا للبرلماني، عن طريق الاحتفاظ بالرقم التسلسلي للمبلغ المالي الذي تسلمه كرشوة، ليلقى عليه القبض بعدها متلبسا. وسبق للبرلماني المذكور أن انتخب أمينا عاما إقليميا لحزب الأصالة والمعاصرة بالحسيمة، وحصل على تزكية الحزب في الانتخابات التشريعية الأخيرة. ولا تزال النيابة العامة لم تعلن بعد ما إذا كان البرلماني المذكور متورط فعلا في شبهة تلقي الرشوة، وانه متهم فعلا، أم أن ذمته بريئة.