وسط الحزن والألم الذي اعتصر كل من شاهد صور جثث نساء، اللواتي لقين مصرعهن بسبب الازدحام على طابور المساعدات الغذائية، خرج ابراهيم بوليد، رئيس المجلس الإقليمي لسيدي إيفني، ليحمل الهالكات مسؤولية موتهن بهذه الطريقة. وفي تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال بوليد إن "الحادث المأساوي الذي وقع بإقليم الصويرة، نتيجة تدافع المئات من النساء للحصول على كيس دقيق، لا يعبر ذلك بتاتا عن الفقر الذي تعانيه ساكنة تلك المناطق، وإنما دليل واضح عن اللهفة التي أصابت العديد من شرائح المجتمع". بوليد، والذي أثار استغراب رواد وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أيام قليلة، بسبب إشرافه شخصيا على تدشين صنبور في قرية، استرسل في تدوينته الحديثة عن "اللهفة" بقوله "كلما وقع حادث انقلاب شاحنة محملة بالخضر أو الفواكه أو المشروبات الغازوية إلا وتجلت روح اللهفة عند المغاربة، حيث الكل يريد الظفر بأكبر حصة من الغنيمة حتى في قلب المدن المغربية، وأعتقد هذا ما يكون وقع اليوم بالسوق الأسبوعي لسيدي بولعلام بالصويرة". وذهب المسؤول في تحليله إلى التأصيل لسلوك "اللهفة"، معتبرا أن "اللهفة" أصبحت "تكسي سلوك مغربي، في جميع الميادين، ويظهر المرء حينها كأنه في سباق أو حرب وهدفه أن يتفوق على الآخرين ويستولي على أكثر حصة ولا يراعي من حوله ولا يرى إلا نفسه". ووجهت تدوينة بوليد بانتقادات واسعة على منصة الفيسبوك من طرف روادها المغاربة، حيث وجهوا له اتهامات بالشماتة في "شهيدات الدقيق"، واستفزاز مشاعر المغاربة، بتوجيه اتهامات لنساء قضين نحبهن ب"اللهفة".