في حين تحتفل مختلف بلدان العالم الإسلامي بذكرى المولد النبوي، تزامنا مع 12 من ربيع الأول من كل سنة هجرية، تبقى تركيا استثناء في هذا الصدد، حيث تتم إقامة الاحتفالات مرتين في السنة باعتماد التقويمين الهجري والميلادي، في حين تبقى الإحتفالات باعتماد هذا الأخير هي الإحتفالات الأساسية التي تمتد على مدى أسبوع كامل في شهر أبريل من كل سنة. وتنطلق الإحتفالات في مختلف ربوع تركيا بداية من الأسبوع الثالث من شهر أبريل، وتستمر بعد ال20 منه، وهو التاريخ الذي يعتقد أنه يوافق مولد النبي عليه الصلاة والسلام. ويحتشد الآلاف من الأتراك في عدد من ساحات المدن التركية لإحياء الذكرى عبر احتفاليات تخللتها الأهازيج والمدائح النبوية، وكذا إلقاء كلمات وأشعار تتغنى بالنبي محمد (ص). كما تقام الإحتفاليات أيضا في المساجد، حيث يقدم الأئمة جلسات محورها السيرة النبوية، مع التركيز على أهمية الإقتداء بنهج النبي وسنته في نشر رسالة السلام في كل مكان، وأهمية التراحم والتكاثف من أجل صالح المسلمين ككل. ويقول الأتراك إن هذه العادة ترجع إلى سنة 1190، حينما أقرها الملك مظفر الدين التركماني، حاكم ولاية أربيل في العراق حينها، لتتوارثها الدولة العباسية فيما بعد، ثم العثمانية، قبل تمريرها إلى الأتراك الذين يحافضون عليها إلى اليوم.