قال الباحث والكاتب إدريس الكنبوري، إن التلاعب بالرأي العام في العالم العربي والإسلامي في قضية القدس بلغ درجة من الدقة والعبقرية والصناعة والبراعة بشكل غير مسبوق على الإطلاق. وأضاف الكنبوري، أنه “يتم اليوم التسويق لقرارات قمة اسطنبول حول القدس باعتبارها تمثل خطا مضادا للخط الذي تمثله دول عربية أخرى، لكن الحقيقة أن الخطين معا يسيران في اتجاه واحد والخلاف فقط في التفاصيل وطريقة الإخراج، وهذا الاتجاه الواحد هو خدمة السقف الإسرائيلي الأمريكي”. قمة اسطنبول خرجت بقرار تحويل القدس الشرقية إلى عاصمة لدولة إسرائيل، متسائلا “ولكن ما هو الجديد في الموضوع؟ لا جديد، لأن القرار تزكية ضمنية وخفية وماكرة للتغطية على قرار خفي هو تحويل القدس الغربية إلى عاصمة لإسرائيل، يعني أن قرار تقسيم القدس منذ عام 1967 ليس فيه تغيير. ومع ذلك يجري الترويج للقرار وكأنه بطولة وجهاد ونضال”. إسرائيل تتقن هذا الفن، يقول الكنبوري في تدوينة له على الفيسبوك، “فن التلاعب العبقري. التلفزيون الإسرائيلي قدم وثيقتين: الأولى تقول إن قرار ترامب حول القدس تم بالاتفاق مع مصر والسعودية، يعني هناك مؤامرة. والثانية هي نشر وثيقة مصورة لاتفاق إعادة العلاقات الديبلوماسية بين تركيا وإسرائيل في يوليوز 2016 فيه بند يشير إلى اعتراف تركيابالقدس عاصمة لإسرائيل، يعني مؤامرة”. كيفما كان الحال، يختم ذات الباحث حديثه “النتيجة واحدة: هناك تفاهم سري مع إسرائيل، وهناك خطاب علني يتم الترويج فيه للبطولة. هذه اللعبة ليست جديدة، إنها تعود إلى قرار وقف إطلاق النار عام 1948 واتفاقية رودس الشهيرة. كل الأطراف توظف فلسطين للتقرب من أمريكا وإسرائيل”.