اختارت الشابة البولنية Martyna، استثمار حبها للمغرب، وعاداته وتقاليده، لفتح محل تجاري، أطلقت عليه اسم « سوق وردة » ضواحي فارسوفيا، تيمنا باسم وردة، الذي سمته بها، أسرة زوجها المغربي الجنسية. المحل الذي تسهر عليه Martyna، يضم سلعا مغربية متنوعة، ومايجمع بينها كخيط ناظم، هو أنها قادمة من المغرب عبر شحنات، اصطدمت بتداعيات جائحة كورونا، مما تسبب للزوجين في خسائر مادية في بعض السلع. وخص موقع ofeminin البولوني، حوارا مطولا مع هذه الشابة المهووسة بالمغرب ثقافة وشعبا، تحدثت فيه عن تجربتها في عدد من المدن المغربية، وكيف أسرتها منتوجات الصناعة التقليدية، ودفعتها إلى التفكير في تخصيص محل بمسقط رأسها بلونيا، متخصص في بيع المنتوجات المغربية الأصيلة. تجارة Martyna تأثرت كثيرا بفعل جائحة كوفيد19، وخاصة وأن رقم معاملاتها ومداخيلها له ارتباط وثيق بالسياح، الغائبين عن دروب وأزقة مدينتها منذ سنة تقريبا، وقالت للمجلة: « ربما كان اختيارنا لافتتاح محل تجاري في مثل هذا الوقت غير صائب، واجهتنا مشاكل كثيرة بفعل تداعيات كوفيد19، ونعاني منها بشكل يومي». وعن تنظيم العمل بين الزوجين، تقول Martyna: « نعمل على تقسيم العمل بيننا وفق أجندة محددة سلفا، نحاول خلالها توزيع المهام بطريقة متساوية وعادلة، بحيث يقوم كل واحد منا بعمل محدد، ونسعى تحقيق التكامل، وبخصوص عطلة نهاية الأسبوع، فهي مقدسة، نعمل على أن نتفرغ للأسرة، نبتعد تماما عن الشغل ومشاكله، وحتى إن توصلنا بطلبية من أحد الزبناء، نعمل على تأجيلها ووضعها في الأولوية بداية الأسبوع ». وعن أسوء ذكرياتها في مسارها المهني في هذا المسار، تقول Martyna: « كان آخرها قبل شهر، توصلي بحوالي 90 كلغ من أواني الفخار والخزف المغربي الأصيل، تعرضت للكسر كليا، وذلك بفعل طريقة نقلها برا عبر عدد من الدول الأوربية، قبل وصولها إلى بولونيا ». درست Martyna التسيير وإدارة المقاولات بالخارج، وتمكنت من ضبط التسويق الالكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما تخصصت في إنشاء وتصميم المواقع الالكترونية، زوجها كذلك يتوفر على خبرة في تدبير وتسيير المقاولات في المغرب، ولديه تجربة كبيرة، واطلاع على السلع وأثمنتها وجودتها بالمغرب، كما أن له اضطلاع في الطريقة المثلى للتعامل مع الزبناء. المغاربة حسب Martyna، مستعدون لبيع أي سلعة للسياح دون التأكد من جودتها وثمنها، لهذا السبب فنحن نعمل على تغيير هذا المفهوم، ففي مركزنا التجاري، نعرض للبيع ديكورات مغربية أصيلة، وأحذية تقليدية « البلغة »، والقفطان المغربي الأصيل، ومواد تجميل مستحضرة من نباتات وأعشاب مغربية، وقطع وتحفا فنية يستطيع البولونيون والسياح، أن يزينوا بها منازلهم، لتمنحهم منظرا بوهيميا.