حزن كبير، خيّم على المغاربة في الأيام الماضية، على إثر الحادث الإرهابي الذي كسر هدوء القرية الأطلسية "إمليل"، وهز الرأي العام المغربي، بعد مقتل سائحتين أجنبيتين، قدمتا للمغرب حبا في نور شمسه، قبل أن ينال منهما حراس الظلام. يد الإرهاب، عادت لتمتد للمغرب، بعد أن نجحت المصالح الأمنية، في قطعها، طيلة السنوات الماضية، منذ آخر عملية سنة 2011، التي كانت الرابعة من نوعها، خلال الألفية الحالية، بعد تفجيرات 16 ماي بالدارالبيضاء سنة 2003، وحادثي مارس وأبريل 2007، والعمل الإرهابي بمراكش سنة 2011. حوادث أليمة، لم ينساها المغرب، غير أنه، سرعان ما يلملم جراحه ويخرج في كل مرة أقوى، من خلال التئام الشعب المغربي ضد التطرف والتشدد، الذي ينافي مبادئ التعدد والانفتاح والسلم التي تطبع ثقافته. في ما يلي، استعراض مقتضب لأبرز الأحداث الإرهابية التي استهدفت المغرب، خلال العقدين الأخيرين: البيضاء.. تتشح بالأسود اتشحت الدارالبيضاء بالسواد، يوم 16 ماي 2003، على أعقاب الحادث الإرهابي الذي ضرب المدينة، بعد عمليات نفذها 14 إرهابيا، بأحزمة ناسفة، استهدفوا خلالها، ثلاثة مراكز في المدينة، هي "فندق فرح" و"مطعم كازا إسبانيا" والمقبرة اليهودية، وأسقطت هذه العمليات، أزيد من أربعين قتيلا، بينهم 12 من الارهابيين. المغرب، دخل بعد هذا الحادث، مرحلة جديدة، بعد أن قام بحملة اعتقالات كبيرة، استهدفت مشتبها بهم، في التورط مع جماعات إرهابية، واعتماد قانون الإرهاب الذي كان عالقا بالبرلمان، وأيضا مراقبة المساجد غير التابعة للوزارة، مع ضبط الوعظ والدعوة داخلها وإجراءات أخرى شملت الحقل الديني.
"ذئاب منفردة".. في كازا طيف الإرهاب، عاد ليحلق فوق العاصمة الاقتصادية من جديد، من خلال عمليتين إرهابيتين، شهري مارس وأبريل 2007؛ ففي 11 مارس، قام شاب متشدد، بتجير نفسه بحزام ناسف، داخل نادي للأنترنت بحي سيدي مومن، مخلفا إصابة 4 أشخاص، وأدى لاعتقال شاب آخر، بعدما تراجع في آخر لحظة. وفي 14 من شهر أبريل، كانت "كازا" على موعد مع عملية إرهابية أخرى نفذها ارهابيان بالقرب من المركز الثقافي الأمريكي، بشارع مولاي يوسف، وخلف الحادث مقتل الارهابين وإصابة سيدة، وتم إلقاء القبض على إرهابي آخر تخلص من حزامه الناسف، وأعلنت السلطات حينها أن الإرهابيين ينتمون إلى تيار "السلفية الجهادية".
تفجير في قلب المدينة الحمراء آخر حادث إرهابي، قبل "شمهروش"، يعود إلى 28 أبريل من سنة 2011، بعدما اهتزت مدينة مراكش، على وقع تفجير مقهى أركانة، الموجود بفضاء جامع الفنا، أحد أبرز المعالم السياحية بمراكش. راح ضحية هذا الحادثة، 16 شخصا، مغاربة وأجانب، بالإضافة إلى تسجيل إصابات في صفوف عشرين شخصا. وتم إلقاء القبض على المسؤول الأول عن الحادث، كانت مع ثلاثة مشتبه بهم، بعد مرور أسبوع واحد فقط على ذلك التفجير. وحكم على منفذ العملية، بالإعدام، وبالمؤبد في حق "منفذ رسمي ثاني" وبسنتين إلى أربع سنوات في حق أشخاص آخرين متورطين في التفجير.