تحل اليوم، الذكرى الثانية لصدور جريدة "الرهان" الورقية الفتية، التي تصادف 14 من شهر يناير من كل سنة، وهي الجريدة التي اعتبرها الكثيرون، غيرنا، إضافة للحقل الإعلامي المغربي لسببين: * إستقلالها المطلق عن أي اتجاه سياسي أواقتصادي، خلافا لعدد من الجرائد "المستقلة" التي لا تتبع للأحزاب، لكن لا تتعدى اعتبارها مجرد منشورات لمؤسسات اقتصادية مؤثرة في المغرب ولا تخضع سياساتها للمساءلة لأنها تشتري صمت وسائل الإعلام، عبر الإغراء بالإعلانات التجارية. * تميز الخط التحريري وتأكيد اختلافه عن الخط السياسي، لأن "الرهان" تنشر أخبار وآراء الإسلامي واليساري واليميني، ومن "لا ملة له"، وشرطنا الدائم أن تكون الوقائع صحيحة والأراء مصاغة بلغة راقية. واليوم وغدا وبعد غد، ستبقى "الرهان" مؤسسة مستقلة استقلالا مطلقا، بمفهوم جديد للإستقلال، استقلال فعلي للخط التحريري عن مراكز الضغط، هذه المراكز التي تعتبر أسوأ من الأحزاب السياسية، لأنها شركات تهدف إلى الربح، وهي بدون مبادئ أو قيم أو مواقف. مراكز عبارة عن شركات همها إضعاف القدرات الإنتقادية لمستهلك خدماتها. وهذا ليس فقط تواطؤا من قبل جرائد تدعي الإستقلال، بل هو مؤامرة ضد المواطنات والمواطنين. إن التطور المتدرج للمغرب في كافة الإتجاهات – وهذا رأي للموقع أدناه وليس للرهان كجريدة – مطالب بإعادة الإعتبار للصحافة، وخصوصا الصحافة المكتوبة من خلال عدد من المقتضيات، من بينها فرض الإعلان عن المشتركين في رأسمال الشركات التي تصدر الصحف، على صدر صفحتها الأولى، قرب العنوان مثل ما هو الشأن بالنسبة للأحزاب السياسية، حتى يتضح للقارئ ماذا يقرأ، لا أن يتم توهيمه بأن الجريدة مستقلة، في حين أن الجريدة تمول من طرف شركة أو شركات محددة بهدف واحد ووحيد هو تلميع صورة الشركة المعنية. ونقترح أن يتم الإعلان أيضا، في كل عدد عن الشركات المتعاقدة لمدة سنة أو أكثر مع الجريدة المعنية، حتى يعرف القارئ مصدر تمويل المنتوج الموجود بين يديه. إن أسوأ ما في الإقتصاد، هو عدم تنظيم السوق. والصحافة كمجال اقتصادي، مجال غير منظم، ويحتاج لضمان المنافسة العادلة بين كافة المؤسسات. ومن المؤسف أن مجال الصحافة يعاني من "الإرشاء غير المباشر" من طرف المستشهرين. وبناءأ عليه، على القانون أن يجرم "الإشهار الإرشائي"، خصوصا أن بعض المؤسسات تضَمن تعاقدات الإشهار عدم انتقاد المؤسسات المستشهرة ونشر كل بياناتها والمعلومات عنها، وهذا ما تقبله أغلب الصحف "المستقلة" برأس مطأطئ وقلم مكسور. وفي الذكرى، لا يمكننا أن نتحدث عن المشاكل فقط، بل نتحدث أيضا عن الأشياء الجميلة، ومنها أننا نستمر في تطورنا من خلال موقعنا الإلكتروني الذي يجدد على مدار الساعة (www.arrihanpress.com) ، ونسخة بي دي إف التي تجوب مختلف قارات العالم. ونحن سعداء بالتواصل الكبير معنا من طرف عدد كبير القراء بشكل متواصل، وضمنها زيارتهم لمقرنا ب 131 شارع علال بن عبدالله بالرباط، وخصوصا أولئك الذين يقصدون "الرهان" بحثا عن حل لمشكلة عبر إبلاغ صوتهم للرأي العام. وبهذه المناسبة، أود أن أقدم أعمق التهاني لكل العاملين بجريدة "الرهان" ومراسليها عبر مختلف أقاليم البلاد، مجددا للجميع تأكيدي على أن هؤلاء جميعا هم "الرهان"، و"الرهان" هي هم، ولولاهم، لما كانت "الرهان" ما هي عليه. وموعدنا الذكرى الثالثة يوم 14 يناير 2013، وكل عام وأنتم بخير، ونحن مستقلين.أحمد جزولي : مدير نشر أسبوعية الرهان