شهد الطريق السيار بين تازة وكرسيف، الجمعة الماضي، ليلة ساخنة بعد مطاردة سائق شاحنة بطريقة هوليودية من قبل عصابة مسلحة، وتصويب الرصاص نحوه لإجباره على التوقف. وهزت فصول الحادث القيادة الجهوية للدرك الملكي بتازة، وتمكنت دورية أمنية من محاصرة المعتدين قبل مغادرتهم محطة الأداء بعد توصلها بإخبارية تفيد بحصول إطلاق النار في الطريق السيار. وفي التفاصيل، أفادت مصادر «الصباح» أن سائق الشاحنة «ه.م.أ، 25 سنة»، فوجئ بسيارة رباعية الدفع تتعقب تحركاته لمسافة طويلة، غير أنه واصل السير مخافة تعرضه لمكروه، إلى أن تجاوزه السائق وسدد رصاصة اخترقت الباب الأمامي لشاحنته وأصابته بجروح بالغة في قدمه اليمنى. وتم وضع المتهمين رهن الحراسة النظرية بتعليمات من الوكيل العام للملك، في حين دونت عناصر الضابطة القضائية أقوال سائق الشاحنة المصاب بعد تلقيه فحوصات أولية بالمستشفى المحلي بكرسيف، وواصل العلاج بالناظور، وسلمت له شهادة طبية من المستشفى الحسني تحدد مدة العجز في 28 يوما. وفي تطور لافت، تحركت الهواتف المحمولة بسرعة وتلقى الضحية عدة اتصالات وزيارات مباشرة لطي صفحة ما حدث وتقديم تنازل مقابل تعويض مالي مهم بتزامن مع عرض المتهمين، أول أمس (الاثنين)، على أنظار ممثل النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بتازة. ويؤكد والد الضحية، في اتصال مع «الصباح» ،عزمه كشف هذه التفاصيل المثيرة، وفي مقدمتها اكتشافه أن الجناة يتحدرون من أسرة ميسورة، ولحظة إيقافهم، ضبطت بحوزتهم رصاصات ومبالغ مالية بالعملة الوطنية والأورو وممنوعات أخرى. في مسعى غير متوقع لتحريف القضية عن مسارها الطبيعي، يضيف المتحدث ذاته، تم الضغط على ابنه بقوة أثناء وجوده بالمستشفى الحسني بالناظور إلى أن فوجئ ب"تهريبه" من قبل مجهولين إلى تازة لمساومته ماديا قصد التخلي عن متابعة المشتبه فيهم. وعلى ضوء ذلك، من غير المستبعد أن تشهد فصول القضية تفاعلات جديدة في المقبل من الأيام وتدخل عدة جهات على خط التحقيقات، إذ تفيد معطيات أولية حصول تقصير في تتبع الحالة الصحية للمصاب بعيار ناري وعدم تأمين حراسة حوله بالمستشفى، ما جعله عرضة للضغوط والمساومات. عبد الحكيم اسباعي (الناظور) تعليق