على هامش ملف رئيس المجلس البلدي بالناظور،وهذه المعمعة الشاقّة التي يطالنا جَهدها و كبدها .. كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن المجلس الجماعي بالناظور ، تعددت العناوين واختلفت الاراء والتحليلات والاجتهادات…حتى إعلامنا ” المحايد جدا، جدا “، لم يمل خلال الأشهر الماضية من ترديد “عبارات ثقيلة ” والتذكير بأهمية ما تنطوي عليه الاوضاع من خطورة بالغة. حتى جلسات المقاهي سواء كانت بمناسبة وبدون مناسبة لا تخلو من هذا النقاش رغم أن أمورا كثيرة لا يفهم الكثير تفاصيلها وخلفياتها وما وراءها. اعضاء المجلس إياه اصبحوا بدورهم يحللون وينظّرون ويتعمقون في النقاش في أمور لا يفهمون فيها كثيرا. يطول النقاش وتتحول الجلسات إلى جدال لا طائل منه. في الوقت الذي لايزال فيه ملف رئيس المجلس البلدي بالناظور، سليمان حوليش، رائجا بالمحكمة الادارية بوجدة ..” تحول الجميع إلى محللين سياسيين، مما يشغل العامة في أمور لا يفهمون تفاصيلها بل ولم يطلب منهم رأي فيها، ليبقى السؤال مطروحاً هل سبب ذلك لأن هؤلاء أصبحوا بين عشية وضحاها ناضجين وواعين لاسيما في القضايا السياسية وأصبحوا يفهمون ويشاركون برأيهم حولها أم انه مجرد حملات سابقة لأوانها ومجرد نقاش يتحول إلى اضاعة للوقت ليس إلا..؟ كثر الحديث عن “المجلس” وما يعانى من امراض. وما بين اجتهادات وتحليلات اختلفت اراء المعارضة بل وجميع الاعضاء . وما بين متفائلين بمستقبل جيد او متشائمين بقادم سىء تفرق الجميع وكثر الحديث عن امكانات وقدرات “الرئيس الجديد الحالي بالنيابة” هل هو قادر ام غير قادر ..هل هو ظالم ام مظلوم .. وهل كان فى الامكان افضل مما كان … وهل بمقدوره ان يصل الى بر الامان ؟ وانشق المتابعين الى نصفين احدهما يؤيده على خلفية ما حقق من نجاحات والاخرون يرون بانه ليس اهلا للمقعد الذى يجلس عليه..وهو سائر في عمله بتأنٍّ وثبات يوﺤيان ﺒﺄﻨﻪ (كان) ﻭﺍﻋﻴﹰﺎﺒﻤﺎ ﻴﻔﻌﻠﻪ. طبعا ، لم يكن في ود أحد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه الآن، ولكنها وصلت .. بل وتعدت الى أبعد من ذلك. ووسط كل هذه المعمعة الشاقّة التي يطالنا جَهدها و كبدها .أشهد أن هذه المدينة لا تخلو من عبث، بل أشهد أن هذه المدينة كلها لون من ألوان العبث…ولا أحد مستثنى من المسئولية تجاه هذه المدينة الجريحة فقد صرنا فيها أداة للتنفيذ إما بالتطبيل أو العجز عن قول كلمة الحق وغض الطرف عما يدور من حولنا . من بين الأمثال الشعبية الشهيرة التي تتبادر الى ذهني كلما اطلعت على أحوال هذه المدينة وبالخصوص على مستجدات ” قضية هذا ” When the cat is away themice play" المجلس “مثل شهير متوفر في عدة لغات..فيُقال مثلاً في الإنجليزية : ” Quand le chat n'est pas là les souris dansent "ويُترجم إلى اللغة الفرنسية بمعنى : ويعني باللغة العربية : "حينما يبتعد القط ؛ ترقص الفئران". والمقصود به أنه عندما تغيب الرقابة يعبث العابثون ، أي يفعلون ما يريدون، بغضِّ النظر عن الواجب والنظام أو القواعد. ولكل فأر لاهٍ عابث ،القِط الذي يلتزم أمام عينيه، وما أن يغيب او يتوارى بعيدًا حتى يفعل ما بدا له من فساد. وأنا لا أقصد هنا ذاك الذي في بالكم اللحظة ،لا أقصد ‘الرايس' حوليش ومن معه ، ولا أقصد من يتولون المهام من بعده… فلا أحد فأرا هنا ولا أحد قِطًّا.. لا أحد فأرا، يراقبه قِط يهرب من عينيه ليفعل ما يشاء. فالذي يراقب تصرفاتنا ليس قِطًّا يمكن أن "يغيب" ، بل هو الواجب بعينه والمسؤولية بعينها. والفئران هم كل هؤلاء الأشخاص الذين لا يقومون بواجبهم ولا يتحملون مسؤولياتهم و لا يريدون توجيه من أحد ، وحينما يغيب المُوجه /الضمير ؛ فإنهم يفعلون ما يحلو لهم. وبواضح العبارة أقصد ، إهمال الأشخاص حينما يبتعد عنهم التوجيه والملاحظة من الأشخاص المنوطة بذاك … عندما يغيب الواجب ويغيب الضمير من النفوس ، تهمل الواجبات وتضيع الحقوق والأمانات وتُسند الأمور إلى غير أهلها وتظهر الخيانات وتحاك المؤامرات وتقدم المصالح الشخصية الضيقة على مصالح العامة .. ومن ثم تكون النتيجة.. مدينة تحتضر وساكنة تنتظر.