مناضلات احتججن على قادتهن لوجود فضائح تسابق عدد كبير من رؤساء الفرق والمجموعات البرلمانية لتوظيف نساء قياديات، بينهن برلمانيات سابقات، بصفة مستشارات يقدمن خدمات في مجال تحضير ملفات قطاعات معينة، والمساهمة في اقتراح قوانين ذات طبيعة استعجالية، وإجراء دراسات مقارنة، وملاحقة تعهدات الوزراء على أرض الواقع، وتتبع مدى تطبيق البرامج الحكومية من خلال جمع معطيات ميدانية. وقالت مصادر «الصباح» إن مناضلات احتججن على زعماء وقادة أحزابهن، لاستعمالهم المحاباة والمحسوبية في انتقاء الملفات، وفضلوا من لهن بهم علاقات وصفت ب «الغرامية»، إذ راجت أقاويل منذ ولايتين على التعاقد معهن للاشتغال مستشارات بالفرق، مساعدات لرئيس الفريق خصوصا، بغض النظر عن اللواتي تم إدماجهن في أسلاك الوظيفة بإدارة مجلسي البرلمان، سواء بواسطة مباريات أو بالمباشر، ومنهن من تمكنت من تطوير قدراتها الفكرية والعملية لتولي المناصب. وأكدت المصادر أن بعض المناضلات قررن نفض الغبار عن هذا الملف، وخوض معركة « الكرامة» في ملف الحصول على عمل بالتعاقد لدى الفرق البرلمانية، ورفع منسوب الاحتجاج إلى أبعد مدى، وفضح المستور، وعدم السكوت عما يجري، ما جعل حبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، يقرر منع عملية توزيع المناصب بالتعاقد ويلتمس من رؤساء الفرق تفادي أي «شبهة» ولو كانت مجرد أقاويل بوجود علاقات «غرامية» لأن تكرار الحديث عن ذلك يضر بسمعة مؤسسة دستورية تحتاج إلى كفاءات وحاملي وحاملات شهادات جامعية ودبلومات المعاهد العليا لأجل تطوير عمل الفرق البرلمانية التي تحصل على دعم مالي سنوي قصد تنشيط الأيام الدراسية الفكرية ووضع مقترحات قوانين، ورفع مستوى مراقبة العمل الحكومي إذ يتوفر كل وزير على عشرات الموظفين الذين يعدون له تقارير متكاملة ومعطيات دقيقة وتصور مستقبلي، وهو ما يحتاج إليه البرلماني كي يحضر إلى البرلمان ويلج قاعة الجلسات واللجان، وحقيبته مملوءة بأفكار جديدة تساعد على تطوير التشريع وحل إشكالات قطاعات اجتماعية واقتصادية، قد تساعد على تحسين أوضاع المواطنين وتقريب الخدمات إليهم، ومحاربة الفساد والمفسدين، وتحقيق العدالة الاجتماعية. ولتفادي تصعيد من قبل مناضلات، أطر الأحزاب، قرر بعض القادة، وفق المصادر نفسها، النبش في ملفات التوظيف بالتعاقد للتأكد من صحة «الأقاويل» التي راجت لوضع النقاط على الحروف، وإبعاد الشبهات ولو كانت مجرد « غيرة» نساء عانين التهميش، في مواجهة أخريات حصلن على مناصب، لأن الحظ حليفهن.