ورد في السيرة النبوية الطاهرة من الترغيب في غرس الأشجار المثمرة التي ينتفع بها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها. رواه أحمد من حديث أنس وصححه الألباني.وقد نهى سبحانه وتعالى عن الإفساد في الأرض فقال: "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا "الأعراف:56، وقال: "وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ "البقرة:205، وفي مسند أحمد من حديث ثوبان أنه صلى الله عليه وسلم قال: من قتل صغيراً أو كبيراً أو أحرق نخلا أو قطع شجرة مثمرة... لم يرجع كفافا. وكان صلى الله عليه وسلم يوصي أمراء جيوشه فيقول: اغزوا بسم الله في سبيل الله من كفر بالله ولا تغدروا.. ولا تقطعوا نخلا ولا شجرة ولا تهدموا بناء. وكذلك في وصية أبي بكر رضي الله عنه كما في مسنده.وأما قطع الأشجار المثمرة والسدر لمجرد العبث والاعتداء عليها بغير حق فإنه لا يجوز لكونه إفساداً في الأرض ينافي مأمورية الاستخلاف فيها وإعمارها، كما في قوله تعالى: "هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا "هود:61، وقطع الأشجار المثمرة عبثاً ينافي إعمارها، وأما للحاجة فإنه جائز والله أعلم. وفي نفس السياق،يسجل المواطنون بمدينة وجدة اعتداء آخر على بيئة مدينتهم حيث تمت ببرودة دم وتحت تعليمات والي الجهة الشرقية وعامل عمالة وجدة أنكاد يوم الخميس 17 من يناير 2008 عملية اجتتات الأشجار و التي كانت تحيط بجانبي شارع المولى إدريس الأكبر وهي من نوع "روبيستا" وتم كذلك الإعتداء على المواطن محمد بنعطا " مهندس زراعي و رئيس فضاء التضامن والتعاون للجهة الشرقية " من طرف رئيس الورشة المكلفة بقلع هذه الأشجار التي تم قطعها بصفة همجية تدعو إلى القلق ولولى تدخل الجمهور الحاضر لكان ارتكب جريمة أخرى .في حين أنه كان من اللباقة الحفاظ على هذه الأشجار الرائعة و إذا اقتضى الأمر إزالتها لغاية المنفعة العامة فكان من الواجب قلعها بصفة تقنية وعقلانية تسمح بغرسها في شوارع أخرى من المدينة التي تفتقر إلى الأشجار و خاصة من هذا الصنف الذي لا يتواجد إلا في هذا الشارع من مدينة وجدة. واذ اغتنم هذه الفرصة الأليمة لأعبر – يضيف المهندس بنعطا- عن إدانتي لاجتثاث الأشجار التي تمت مند انطلاق عملية إعادة الهيكلة التي عرفتها مدينة وجدة واعتبر ما يقع بهذه المدينة تدميرا لبيئتها حيث أصبح عدد كبير من الأشجار ضحية لهده العملية و تم اقتناء بعض أشجار النخيل من مناطق بعيدة من المملكة كبيرة في السن و دون جمالية تذكر خارقة للقوانين التي تمنع اقتلاع النخيل وحملها بعيدا عن موطنها. كما تساءل عن الأسباب الحقيقية التي دعت الوالي/العامل لإعطاء تعليمات لاجتثاث هذه الأشجار الرائعة التي يطلق عليها في البلدان الأخرى شجرة الحرير نظرا لجمالية زهورها التي كانت ستظهر خلال الأسابيع القادمة، وسوف يحرم المواطنون في هذه المدينة من التمتع بهدا المنظر الجميل الذي اعتادوا عليه منذ سنة 1982، حيث تم غرسها بشارع مولاي إدريس الأكبر ،و يعلم الجميع ما حكم قاطع الشجرة بدون سبب شرعي في الدين الإسلامي حيث كان يوصي النبي صلى الله عليه و سلم بغرس الشجرة و الحفاظ عليها و عدم قطعها بدون سبب،كما جاء في الحديث الشريف.