قال رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران "الملك رفض الخضوع للضغوط، كانت الحكومة غادي تمشي، لكن الله أرادها أن تستمر وجلالة الملك أراد استمرارها"، وأضاف ابن كيران في مهرجان خطابي يوم الأحد 15 مارس 2015بالرشيدية، "يريدونني أن أمارس السياسة بدون أن أقول عاش الملك، كيف لا أقولها وأنا اشتغل معه؟ أنا أعمل مع الملك، وبالطبع أنتم من صوتم علي، والملك هو من عينني رئيسا للحكومة، والدولة قائمة بفضل الله عز وجل أولا، ثم بفضل جلالة الملك"، يضيف ابن كيران، "ولهذا الذين اعتقدوا أنني سأصبح رئيس الحكومة لأتصارع مع الملك، فهم واهمون، وليبحثوا عن رئيس حكومة آخر، لن أصلح لهم، فأمن البلاد واستقرارها متعلقة بعد الله عز وجل بسيدنا نصره الله، وهو سر من أسرار النجاح، سأظل أقولها بوجه أحمر وأنا مقتنع بها وسألقى الله عليها". ووجه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رسائل عديدة للمعارضة، وقال "إن هم استطاعوا تحريك مسيرة للنساء حتى للرباط، أنا أتيت عند النساء حتى للرشيدية، ولكن هم أدوا ثمن السفر للنساء إلى الرباط، ومنحوهم بعض المال، وأنا جئتكم فقط بمحبة الله"، وعبر المتحدث أكثر من مرة عن سروره بحفاوة الاستقبال بمدينة الرشيدية، وقال "زغاريدكم أحسن من أصوات الانتخابات، وها هي الرشيدية تقول للدشيرة أنها هنا أيضا". واستغرب ابن كيران لمن لا يرقه حفاوة استقبال المواطنين له، وقال "كانعجب الشعب وكايعجبني شغول شي واحد؟"، مضيفا، "هذه أربعون سنة وأنا أعمل، أحببت هذا البلد ومواطنيه وعشت معهم ودافعت عن دينهم قدر المستطاع، قدمت الدروس في المساجد، وتحدثت في السياسة، ووقفت في وجه من أراد أن يربك العائلة المغربية، والله عز وجل جعل المحبة لي في قلوب الناس، وحين جاء الوقت المناسب، صوتوا علي وعلى حزبي، وأصبحت رئيس الحكومة". وخاطب عبد الإله ابن كيران آلاف المواطنين والمواطنات قائلا، "كيف لا أفرح وكيف لا أبكي وكيف لا أرقص، حين أرى المغاربة الأعزاء فرحين بقدومي للحديث معهم، حين أجد مختلف الفرق الفلكلورية تأتي للترحيب بي، لا يمكن أن أبقى شخصية كلاسيكية، أنا ابن الشعب، إن فرحتم بي سأفرح معكم، إن تأثرتم وبكيتم سأبكي معكم، إن رقصتم فرحا فسأرقص معكم"، مؤكدا أن "الخصوم مقلقين لأن الشعب ناشط"، وقال أيضا، في إشارة لمسيرة المعارضة بمناسبة يوم 8 مارس، "المسيرة يوم واحد، الآن ستظلون ترون المهرجانات و-تقلاو-، قبل أيام كانت الدشيرة واليوم الرشيدية ومدن أخرى ستأتي، إوا بعدو مني الله يرحم الوالدين". وكشف ابن كيران عن بعض الملفات التي لم يحقق فيها إصلاحات مهمة، ووجه كلامه للمعارضة التي اعتبرها فشلت في انتقاد الحكومة، وإثارة الملفات التي لم تحقق فيها الحكومة إنجازات كبيرة، وقال "طبعا ليس كل شيء جيد، ومادامت المعارضة لم تستطع قول الكلام المعقول سأقوله أنا"، مضيفا، "إن قلتم لم أجد العمل للمغاربة سأقبلها هذا صحيح، لم أجد بعد ولم آتي بالمشاريع لكي يجد أي مغربي العمل إن بحث عنه، حتى وإن كان بأجرة محدودة"، مخاطبا المعارضة، "سأقول لكم ماذا يجب أن تنتقدوا، وهي انتقادات أقبلها وعلى بذل الجهد لأجد الحلول التدريجية للمشاكل العالقة". وأكد ابن كيران أنه أيضا لم يستطع أن يحارب المخدرات، وقال، "من حق الآباء والأمهات أن يقولوا لي لم تستطع أن تحارب المخدرات، التي هي في متناول أبناءنا، الذي يتناولونها ثم يرتكبوا الجرائم ليلقى بهم في السجن، لكم الحق، لم أستطع بعد أن أحارب المخدرات، والفساد أيضا، نعم لم أستطع بعد محاربته، لا زلنا نشعر بوجود الفساد في الإدارة والصفقات العمومية". وتحدث رئيس الحكومة عن وزير فرنسي سابق، استقبله قبل الأسبوع الماضي، وقال، "سألني الوزير، لماذا أنا الوحيد في العالم الذي أنجز إصلاحات فيها زيادة على الناس، ورغم ذلك شعبيتي تزداد بدل أن تتراجع"، يضيف ابن كيران، "أجبته بأن الجواب هو أنني لا أكذب على المغاربة، وهم أذكى شعب في العالم، حسب البعض، كايعيقو بك من الدقة الأولى". ومقابل استعراض عبد الإله ابن كيران، الملفات التي لم تحقق فيها الحكومة إنجازات مهمة، تحدث أيضا عن أهم الإصلاحات التي أقدمت عليها منذ تنصيبها قبل ثلاث سنوات، وقال، "أقول لكم الحقيقة، لا يمكنني أن أستمر في دعم المحروقات، لفائدة من له الإمكانيات مقابل تشديد الخناق على ميزانية الدولة، قناعتي أن الدولة ليست عدوة لكم، وأنتم لستم أعداء لها، إن تركت ميزانية الدولة مخنوقة، غدا الدولة عليها أن تتنازل عن سيادتها لأداء الديون، وأنتم من سيؤدون الثمن". وجزم عبد الإله ابن كيران بأن السياسة ليست تدبير شخص، وقال، "لا أعتقد بأن السياسة هي تدبير شخص بل هي توفيق من الله، وما توفيقي إلا بالله، والتدبير يجب أن يكون الصراحة والوضوح، قلتها لكم، وتقبلتموها مني جزاكم الله خيرا، واليوم ميزانية الدولة تنفست، ولو لم أقم بهذه الإصلاحات في قطاع المحروقات، كان علينا أن نصرف 80 مليار درهم خلال أربع سنوات"، يؤكد ابن كيران، "أما لو كنت كذبت عليكم، ستمر 5 سنوات بسلام وسأغادر، وتبحثون عني ولن تجدونني، ولكن اخترت الطريق الصعب". وتحدث ابن كيران أيضا عن إصلاح نظام دعم الماء والكهرباء، وقال، "لو لم أقم بالإصلاحات، من المتوقع أن لا يجد المغاربة في السنين المقبلة الضوء والماء، اتفقنا على أن 4 مليون و100 ألف مشترك لن تمسه الزيادة، وبسبب هذا الإصلاح، جلبنا استثمار أجنبي قيمته 2.6 مليار دولار، يعني 23 مليار درهم، لتوفير 25 بالمائة من استهلاك الكهرباء بالمغرب في أفق 2018، وهذا بفضل إصلاحات الدولة التي لاحظوها المستثمرون الأجانب". واستعرض ابن كيران أيضا المجهودات التي بذلتها الحكومة مع الشركات والمقاولات التي قال عنها "إنها تشغل المواطنين"، وأضاف، "وجدت أن الدولة عليها أن تؤدي 15 مليار درهم، للمقاولات، تتعلق فقط بالمحروقات، وعدد من الشركات كانت ستغلق أبوابها، فقررنا أن تؤدي الدولة كل ما بذمتها للمقاولات، هذا هو هم ابن كيران وليس همه أخذ أراضي الجماعات، ولا جمع الثروة ولا قضاء العطلة في الخارج".