كشف مؤمن الملا، مخرج المسلسل السوري باب الحارة أخيرا، أن متتبعي أحداث الجزء الخامس من باب الحارة، قد بلغ 100 مليون مشاهد عربي، حسب إحصائية قامت بها إم بي سي، من خلال شركات مختصة في سبر الآراء، مؤكدا على أن الأمر دليل قاطع على المتابعة القوية التي يشهدها العمل. وقال مؤمن الملا في حوار صحفي، إن الفكرة الجديدة التي تم طرحها في الجزء الخامس من المسلسل، تتحدث عن الحارة التي كانت ولا تزال رمزا للوطن، وقد حاول المستعمر اقتحامها والحيلولة دون التحام أهلها، لكنه فشل. وفي هذا الجزء (يضيف) نشاهد أن كيد الغزاة وصل إلى اختراق الحارة من الداخل، وزرع المشاكل فيها، وذلك من خلال إدخال أحدهم إليها على أساس أنه ابنها، إلا أن أمره يفتضح في آخر المطاف، ويكتشف الكل أنه عميلللعدو، وقد حاول هذا الأخير زرع الفتنة بين أهالي الحارة بخبثه، كما أن الجزء الخامس ضم مسحة كوميدية يلتمسها المشاهد في بعض الأحيان، إلا أنها كوميديا سوداء، بالإضافة إلى تناول مواضيع اجتماعية. وباب الحارة، مسلسل سوري أنتج الجزء الأول منه عام ,2006 من إخراج بسام الملا، كتب الجزء أول منه مروان قاووق وكمال مرة، بينما كتب قاووق الجزئين الثاني والثالث منفردًا، وعاد كمال مرة أخرى للعمل وكتب الجزئين الرابع والخامس مفردًا. المسلسل عبارة عن دراما إجتماعية شامية تدور أحداثها في عشرينيات القرن الماضي، ويسلط الضوء على الحياة الدمشقية والقيم النبيلة والعادات والتقاليد القديمة، كما أن قصص المسلسل حقيقية؛ كما ذكر الكاتب مروان قاووق. وكما كان مقررا، فقد تم عمل جزء ثاني عرض في شهر رمضان سنة ,2007 علما أن الجزء الثاني كان قد صور بنفس فترة تصوير الجزء الأول، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تصوير جزئين بوقت واحد، كما أن نجاح المسلسل أدى إلى عمل جزء ثالث عرض في شهر رمضان سنة ,2008 كما أنه تم الاتفاق بين المخرج والمنتج بسام الملا وقناة إم بي سي على عمل جزء رابع وخامس من المسلسل ليعرضا في شهر رمضان بالعامين 2009 و,2010 وقد تم عرضهما كما كان مقررًا. ويرى الناقد، ماهر منصور، أن المسلسل أحيا الكثير من القيم العربية الأصيلة، التي ضاعت اليوم في ظل المفاهيم والأفكار المستوردة، بدءاً بالتكافل الاجتماعي الذي برع العمل في تجسيده، مروراً بمنظومة من الأخلاق والقيم كاحترام الكبير ومساعدة الجار وانتهاء بالمقاومة ورفض الحصار، وهؤلاء يرون في هذه القيم رسالة وصلت بنجاح. وقد أعجب الناقد بالمسلسل، لأنه يحكي عن زمن نتمنى عودته، زمن كانت الحمية والنخوة والشجاعة سائدة فيه، كانت الناس تحب بعضها وتخاف على بعضها، ورغم كثرة المسلسلات إلا أن باب الحارة كان الأكثر شعبية، إذ تناول الكثير من التقاليد الجميلة التي تلاشت عبر السنين، وهي دعامة لبناء مجتمع ناجح وسعيد يسود فيه الاحترام والحب. وهناك من يرى أن العمل، وإن قدم الحارة الشامية في ثلاثينات القرن الماضي وطرح مشكلاتها ومشكلات محيطها، إلا أنه قدم الأسرة وطرح همومها كما تتجلى اليوم، كقضايا الطلاق والزواج، مشاكل الشباب من بطالة وفقر، التعاون والتسامح، الرشوة والحقد، كلها نتف من واقعنا وإن تغيرت مظاهرها.