بمناسبة إحالته على التقاعد، نظمت جماعة أيت واعرضى إقليمأزيلال منتخبين وموظفين حفل تكريم على شرف المحتفى به السيد محمد توجا، وذلك على هامش الدورة الاستثنائية التي عقدتها يوم الثلاثاء الماضي 7 يوليوز 2020 بمقر الجماعة حضره قائد قيادة أفورار ورئيس الجماعة والمنتخبين والموظفين. وبهذه المناسبة عبر الحسين ناجي، رئيس جماعة أيت واعرضى عن اعتزاز كل مكونات الجماعة منتخبين وموظفين بتنظيم هذا الحفل البهيج الذي يتم خلاله تكريم الموظف السابق السيد محمد توجا بمناسبة إحالته على التقاعد وأضاف بإنها ليست لحظة تكريم عابرة، بل هي تجديد الصلة والتواصل مع اطار خدم هذه الجماعة لمدة من الزمن ليست باليسيرة، وقام بتأطير أجيال من الموظفين الشباب، لذا فهي لحظة للاعتراف بالجميل والجزاء بالإحسان. وأكد الحسين ناجي أن التأسيس لثقافة الاعتراف يتطلب نوعا من التضحية ونكران الذات، والانفتاح على مجهود واجتهاد الغير، كمدخل لتوثيق أواصر المحبة بين الموارد البشرية الجماعية، وأيضا التشجيع على المزيد من الإنتاج والعطاء، مبرزا أن من أسباب الرقي الحضاري أن يكرم المرء ويقدر، لما أعطى وقدم، فبهذا التكريم يحس بقوة الانتماء إلى الأرض و ساكنتها والتاريخ والماضي والحاضر والمستقبل، ويدرك أنه ليس وحده، ويزداد هذا الإحساس قوة عندما يكون التكريم من محيطه القريب، وليس البعيد. وشدد الناجي أن لحظة التكريم تحمل معاني كثيرة، و أهدافا نبيلة، يدركها المرء، أيا كان المضمار الذي يعمل فيه ذلك المرء؛ ولعل في مقدمة تلك المقاصد تحفيز باقي الموظفين على مواصلة المثابرة وتحمل المشاق والمحن في سبيل تأذية رسالتهم المتمثلة في خدمة المجتمع و الأفراد بكل فئاته. وبكثير من التأثر قال رئيس المجلس الجماعي لأيت واعرضى: " لن يسعفني الوقت في هذه العجالة من فسحة الزمان، للوقوف عند تعداد خصال السيد محمد تاوجا، فالمعني بالأمر له رحلة من العمل المهني، وسفر في مسيرة من العطاء الوظيفي، رحلة زادها الصدق، ومسيرة خطاها الجهد النقي، واحتفاؤنا به اليوم احتفاء برجل حرص دائما على هويته، وأن تكون هذه الهوية غير مقطوعة الجذور، مترابطة الأوصال، تحافظ على أصالتها، من غير أن تتجمد أو تتقوقع، لتبقى منفتحة على قيمنا و مبادئنا"، مضيفا أن الحديث عن السيد محمد تاوجا و خصاله وأخلاقه وجديته ولباقته قد يطول، والتذكير بما يتميز به من حسن التواصل والانضباط والالتزام والقدرة على حل المشاكل لا يمكن حصرها هنا، والحفر في سيرته واستقصاء ما تنطوي عليه شخصيته من جدية وحزم وصبر وسعي إلى العطاء .وكل هذه المواصفات لا يمكن أن تتحملها هذه الكلمة في حق موظف، غادرنا بجسمه لكنه يعيش معنا بقلبه وأخلاقه. وفي ذات السياق ألقى المصطفى حافظ، كلمة في حق المحتفى به باسم الموظفين الجماعيين، مشيرا إلى أن الزمان يدور دورته، وتفقد جماعة أيت واعرضى مرة أخرى أحد خيرة أبنائها بعد أن أفنوا قسطا من عمرهم و شبابهم في خدمتها. وأستحضر حافيظ البصمة الواضحة التي كانت للسيد محمد تاوجا في تطوير و تنشيط العمل الإداري داخل دهاليز هذه الجماعة والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، ونقل خبراته المتراكمة إلى جيل الشباب، ليستمر هذا الجيل في مواصلة العمل و تحقيق الأهداف المسطرة. وخاطب المصطفى حافيظ زميله المتقاعد قائلا: "أخي محمد نهنئك بمناسبة تقاعدك، و قد آن لك أن تترجل من على صهوة جوادك وأن تتسلم جائزتك المتواضعة التي مهما كبرت قيمتها فلن تكون في مستوى ما تستحقه، ولكن الجائزة الأفضل هي ما ستجدونه عند الله من الجزاء الوفير، وسوف لن تنسى لكم ساكنة هذه المنطقة إخلاصكم و تفانيكم في أداء مهامكم". وشدد ذات المتحدث على أن التقاعد مرحلة جديدة في عمر الإنسان، ويجب استغلالها في بذل مزيد من العطاء في جميع الميادين، والتعامل معها بوصفها تجربة جديدة وجميلة بما فيها من متغيرات على حياة المتقاعد، متمنيا أن تبقى دائماً جسور التواصل معه للاستفادة من خبراته وتجربته، مشددا على أن حفل التكريم ما هو إلا وفاء وعرفان بالجميل، وتقدير للجهود المبذولة في خدمة المرتفقين، وتأكيد على حرص الجماعة على تكريم أبنائها. ومن جهته توجه المحتفى به السيد محمد تاوجا بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في تنظيم هذا الاحتفاء والتكريم، "الذي يعد شهادةَ فخر أعتز بها، وحضورُكم اليوم بلسم لآلام الفراق، راجياً من الله أن يستمر التواصل بيننا، فلقد عملنا في هذا الجماعة المباركة أحلى سنين العمر، والتي ألّفت بين قلوبنا بأسمى مشاعر الاحترام والتقدير مفعمة بأجمل الذكريات، و ذلك رفقة جميع المجالس المتعاقبة على تدبير الشأن المحلي لهذه الجماعة. و أحمد الله و أشكره أنه طيلة مدة اشتغالي بهذه الجماعة كانت علاقتي بجميع الفرقاء من منتخبين وموظفين و سلطة إدارية يطبعها دائما الود و الاحترام المتبادل". وأشار توجا إلى أنه كان له شرف المساهمة المتواضعة بدفع عجلة سير العمل نحو ما تحقق من إنجازات كبيرة لخدمة هذه المنطقة الغالية و ساكنتها الطيبة، فالشكر لله سبحانه على كل ما تحقق وما وصلت إليه هذه الجماعة من تنمية.
وأبرز المحتفى به أن تكريم المتقاعدين هو تكريم لجميع موظفي هذه الجماعة، وما تحقق من انجازات كبيرة كان بفضل جهودهم وأدائهم الواجب بكل اقتدار وأمانة، موضحا أن هذا التكريم ما هو إلا وقفة تقدير وعرفان لجهودهم الصادقة وبذلهم المتميز طوال سنوات خدمتهم. كما لا يفوتوني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى اخوتي الموظفين، الذين أشد على أياديهم اليوم في ختام سنوات خدمتي معهم، وأثبتوا حقاً أنهم نموذجٌ مشرفٌ للموظف الجاد والمعطاء الذي سيبقى مخلَّداً في ذاكرتي على مر السنين، وهذا الاحتفاء لا بد أن يكون دفعة لباقي الموظفين ليكملوا مسيرة من سبقوهم من أجل تحقيق رسالة جماعتنا الهادفة إلى تقريب الخدمات وبلورة مزيد من الإنجازات المتواصلة. وختم محمد توجا كلمته بتوجيه نصيحة لإخوانه الموظفين الذين لا يزالون في مرحلة العطاء والنشاط بضرورة التسلح بالصبر والتضحية، لأن الدرب طويل والحمل ثقيل. وأجمعت جميع المداخلات على دماثة أخلاق المحتفى به وتفانيه في العمل خدمة للمرتفقين من ساكنة جماعة أيت واعرضى التي أمضى فيها كل مساره المهني منذ تعيينه فيها سنة 1992. وفي نهاية هذا الحفل تم تقديم مجموعة من الهدايا للمحتفى به وأقيم حفل على شرفه وتجدر الإشارة إلى المحتفى به السيد محمد تاوجا، من مواليد 06 دجنبر 1958 ببين الويدان متزوج و أب لأربعة أطفال: أميمة، سكينة، حمزة و بلال المستوى التعليمي: الباكالوريا، الدبلومات المحصل عليها: دبلوم تقني في المحاسبة من معهد التكنولجيا التطبيقية بخريبكة سنة 1990، ولج الوظيفة العمومية الجماعية بتاريخ 07-08-1991 بجماعة بين الويدان في إطار حملة التشغيل الوطنية "الشباب و المستقبل" قبل أن تتم إعادة تعيينه بجماعة ايت وعرضى سنة بعد ذلك عقب إحداث الأخيرة.
المسار المهني للسيد محمد تاوجا مسار مهني حافل و غني و تدرج في عدة مسؤوليات بحكم أن الجماعات الصغيرة على غرار جماعة أيت واعرضى تعاني من نقص في الموارد البشرية و بالتالي فهناك تراكم للمهام بالنسبة لجميع الموظفين. وهكذا فالمحتفى به تحمل مسؤولية أغلب الوظائف و المهام الجماعية الشائعة: الحالة المدنية، الشؤون التقنية و التعمير، شساعة المداخيل، النفقات و المصاريف، تدبير الموارد البشرية إداريا و ماليا، الممتلكات الجماعية، كتابة المجلس و المحاضر، التحرير الإداري…