قام مجلس مقاطعة المعاريف بالدار البيضاء، أمس السبت، بإطلاق اسم المرحوم عبد الله الشرقاوي، الرئيس السابق لذات المقاطعة، على طريق "الوازيس بالبيضاء"، في خطوة اعتبرت التفاتة إنسانية طيبة من مكونات المجلس ومن ساكنة المدينة التي دافع الراحل عنها وعن قضاياها وحاجياتها إبان تحمله مسؤولية تدبير شؤونهم. وتأتي خطوة ومبادرة تكريم الراحل الشرقاوي الذي كان من أبرز المناضلين بحزب الاتحاد الاشتراكي، في وقت قلّ أمثاله في الساحة السياسية ببلادنا في الوقت الحالي، بعدما أصبحت الأحزاب السياسية تختار مرشحيها من أصحاب "الشكارة" وتخلت عن تكوين المنتمين إليها. وما المهزلة التي شهدتها عملية إعادة انتخاب رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بالدار البيضاء-سطات، بعد فوضى عارمة وعراك بالأيدي إلا خير مثال على الوضع الذي أصبحت تعيشه الساحة الحزبية والسياسية بالمملكة. ولعلّ من أبرز الشهادات التي تحدثت عن خصال ونضالات الراحل عبد الله الشرقاوي، هو ما كتبه الصحفي مصطفى الفن في تدوينة نشرها على حسابه الفيسبوكي، نقلا عن المحامي إبراهيم رشيدي الذي كان واحدا من رفاق الراحل لمدة 50 سنة، والذي قال: "عبد الله الشرقاوي صديق صدوق ورفيق عمر مقرب وسياسي ملتزم وصامد في قول الحق ومناضل صلب وجريء ونذر حياته كلها لخدمة قضايا الوطن..". واسترسل رفيق الشرقاوي في التحدث في كلمته التي ألقاها أمام الحضور خلال حفل إطلاق اسم الراحل على الشارع عن بعض ما أسماها الكواليس التي لم تخرج إلى العلن في مسار الرجل، ومنها كيف اصطدم مع وزير الداخلية سابقا إدريس البصري، وكيف أن هذا الأخير قام باستدعاء الشرقاوي، ومعه أربعة مستشارين اتحاديين، في جلسة "ترهيب" بمقر وزارة الداخلية، قبل أن تتحول هذه الجلسة إلى مواجهة كلامية وإلى جدل قانوني وأيضا إلى فرصة للدفاع عن مبادئ وقيم الاتحاد آنذاك ندا للند وبلا أدنى "ارتباك" أمام أقوى وزير داخلية في تاريخ المغرب، على حد وصف الصحفي مصطفى الفن. وبسط ذات المحامي واقعة أخرى وقف فيها الراحل الشرقاوي ضد إملاءات إدريس البصري حينها، وخضع لها فقط بعد ضغط ناعم من الراحل والزعيم الوطني عبد الرحمن اليوسفي "روعيت" فيها المصالح العليا للبلد، وهي قضية منح رخصة التدبير المفوض للماء والكهرباء للشركة الفرنسية المعروفة حاليا ب"ليدك"، معللا موقفه رفقة فريقه الاتحادي آنذاك، بأنه "لا يعقل أن يطرد المغاربة فرنسا، وبعد عقود من الاستقلال وبعد أن درس أبناؤنا وأصبحوا أطرا نعود من جديد إلى الترحيب بالاستعمار الفرنسي...".