لم يجد الموقع الإخباري المملوك لمحمد زيان من وسيلة لتأثيث وتأجيج النقاش العمومي سوى اختلاق وبث الأخبار الزائفة، ومحاولة الركوب على مطالب المحامين واستغلال "حراكهم" من أجل العدالة الجبائية وتقديمه زورا على أنه "هبة لأصحاب البدلة السوداء من أجل محمد زيان". فمن تابع الاحتجاجات الأخيرة للمحامين سواء في شارع محمد الخامس بالرباط، أو في اجتماع جمعيات هيئات المحامين بالداخلة، يلاحظ أن محاميي المغرب لم يأبهوا نهائيا لمحمد زيان، ولم يكترثوا لإدانته السالبة للحرية، ولم يذكروه حتى بالاسم، لأسباب عديدة ومتعددة منها ما يتعلق بانعدام الصفة والتمثيلية أولا، ثم احترام المقررات القضائية ثانيا. فالمحامون يحتجون في هذه الأيام من أجل إصلاح المقتضيات الجبائية التي أفرزها قانون المالية لمهنة المحاماة، وبالتالي فإن محمد زيان لا يوجد أصلا في صلب اهتمامات الاحتجاجات التي اندلعت منذ شهر تقريبا. كما أن السجال الحالي هو بين هيئات المحامين من جهة ووزير العدل من جهة ثانية، وبين المحامين من جانب وبين مشروعية جمعية هيئات المحامين التي تمثلهم من جانب آخر. وبصرف النظر عن هذا الخبر الزائف الذي نشره موقع محمد زيان ، فإن الرأي العام يتساءل لماذا يدافع المحامون عن محمد زيان أصلا وهو لا تتوفر فيه الصفة ولا التمثيلية المهنية؟ فالرجل لم يعد محاميا ممارسا بموجب قرار صادر عن العدالة، وهو أيضا مدان قضائيا بعقوبة سالبة للحرية في جرائم مخلة بالشرف وبالمهنة معا. فهل يمكن للمحامين أن يدافعوا عن "زميل" حول مكتبه لوكر لاستدراج الموكلات والتغرير بهن ومقايضة أتعابه جنسا؟ وهل ينافحوا عن "زميل" ارتمى في أحضان الإرهابيين والانفصاليين وخونة الوطن؟ وهل يتشرف محامو المغرب بالدفاع عن "زميل" لا يحترم زملاءه في المهنة، ولا أخلاقيات وأعراف المحاماة، ولم يسلم من "كلامه الذميم" القضاة والشرطة ووكلاء النيابة والمتقاضين وحتى هيئات الدفاع. والسبب الثاني الذي يؤكد خبث موقع محمد زيان وإمعانه في نشر الكذب والأراجيف، فهو أن هيئات المحامين تعرف جيدا حجية المقررات القضائية النهائية، وسمو أحكام العدالة، وتدرك كذلك الآليات القانونية للطعن فيها، والتي لا يوجد من ضمنها "الاحتجاج في الشارع العام ونشر الأخبار الزائفة". فمن يراهن على الاحتجاجات ضد الأحكام القضائية ليس رجل قانون، لأنه ببساطة يسقط في فخ "تحقير وتبخيس المقررات القضائية"، كما أنه يسيء لنفسه وللعدالة، على اعتبار أن مناقشة الأحكام يكون في ردهات المحاكم، ووفق آليات الطعن ومساطر المرافعات، وليس بالاحتجاج أو بالكذب والافتراء. وعموما، فإن محاميي المغرب أبرياء من جرم وشبهة الدفاع عن محمد زيان، مثلما تبرؤوا سابقا من "زمالته" عندما تم توقيفه عن العمل والتنصل من عضويته في مهنة الدفاع. لكن وحده الموقع الإخباري المملوك لمحمد زيان من لا زال يعتقد أن هذا الأخير بعتبر "محاميا" وهي جريمة لوحدها اسمها " انتحال صفة ينظمها القانون"، أما ما دون ذلك من مغالطات من قبيل أن "محمد زيان هو معشوق الجماهير" وأن "المحاميين يدافعون عنه " فهي مجرد أخبار زائفة تصلح لتأبين ذكرى الرجل الذي يقبع حاليا في سجن العرجات.