تسلم محمد بن عيسى، وزير الخارجية والثقافة المغربي الأسبق، مساء أمس الأحد، في القاهرة "جائزة الإنجاز في مجال دبلوماسية حل الصراعات، والديمقراطية وحقوق الإنسان"، التي تمنحها مؤسسة "كميت بطرس غالي للسلام والمعرفة"، وذلك خلال الحفل السنوي الذي نظمته المؤسسة. وحسب بلاغ المؤسسة، فقد جاء في قرار لمجلس أمناء المؤسسة، أن منح الجائزة لبن عيسى جاء تقديرا لدوره المتميز وإسهامه في مجال الدبلوماسية وثقافة السلام. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة" ساهمت في إثراء الحياة الثقافية ونشر الفكر المستنير سيرا على نهج قامة مصرية عظيمة هي الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة. وأضاف شكري، أن الدكتور بطرس غالي يعد من أعلام مصر ليس على المستوى الوطني فقط، ولكن على المستوى الدولي، كما أنه كان مكرسا حياته لخدمة قضايا السلام الدولي والتنمية خصوصا في إفريقيا، مشيرا إلى أنه قدم إسهامات جليلة في المجال السياسي والقانون. وعبر محمد بن عيسى، في كلمته عن سعادته بعد حصوله على الجائزة، قائلا "أعترف اليوم أمامكم أنني أعيش هذه اللحظات، ولا تسعفني الكلمات كثيرا كي أعبر عما يخالجني من شعور بالاعتزاز والسعادة، وأنا أتسلم "جائزة الإنجاز في مجال دبلوماسية حل الصراعات، والديمقراطية وحقوق الإنسان"، التي تمنحها مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة". وقال أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، "تأثري لهذه الالتفاتة الكريمة يتخذ معنىً وبعداً مضاعفاً، نظراً لمكانة ورمزيةِ المؤسسة المانحة، واعتباراً للقيمة الاستثنائية للشخصية الفذَّة التي تحمل هذه الجائزة اسمَها، شخصية المرحوم الأستاذ بطرس بطرس غالي، رجل الدولة الذي منح لوطنه مصر كل ما يقتضيه واجب الإخلاص والوفاء، وظل تعلقه بقيم الشعب وثوابت الدولة في مصر، تعلقاً راسخاً ومتأصلاً". واستحضر بن عيسى في كلمته، بعضا من ذكرياته مع الرجل الذي تسلم الجائزة التي تحمل اسمَه، والذي جمعت بينهما علاقة طيبة، اتَّسمت بالود والتقدير. وأشار بن عيسى في كلمته، إلى أنه عرف بطرس غالي في مراحل مهمة ودقيقة وغنية من مساره الزاخر بالحضور الوازن وبالعطاء الوفير. وأكد الوزير المغربي السابق، أن بطرس كان خلال عهده في وزارة الخارجية المصرية، يعطي أهمية بالغة للقارة الإفريقية، سواءً على مستوى القضايا ذات الطابع الإنساني، أو بخصوص موضوعات وملفات ورهانات جيوسياسية. وأردف بن عيسى، أنه "عندما ترشح بطرس لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، لم يتأت الحصول على أغلبية الأصوات المطلوبة، رغم عدة دورات للتصويت من لدن أعضاء مجلس الأمن الخامس عشر، وتبين أن مفتاح الحسم يلزمه صوت واحد فقط، هو صوت جمهورية الزايير (جمهورية الكونغو الديمقراطي حاليا)، التي كان يقودها الرئيس موبوتو سيسيكو، فكان أن اتصل الرئيس حسنى مبارك، بالملك الراحل الحسن الثاني، طالبا تدخله لدى الرئيس موبوتو، بحكم الروابط الشخصية المتينة بينهما، لأجل تصويت الزايير لصالح بطرس بطرس غالي، وهو ما استجاب له ملك المغرب، وتم المراد على النحو المطلوب". وقال محمد بن عيسى، إن بطرس غالي كان إنساناً، ذا خصال فكرية وأخلاقية راقية جدا، ويحسب له أنه ساهم بشكل فعال، في تركيز مكانة مصر في أكثر من موقع رفيع، يليق بها وبتاريخها المجيد. يشار إلى أن المؤسسة احتفت بالفائز بجائزة المؤسسة محمد بن عيسي وزير الخارجية ووزير الثقافة السابق بالمملكة المغربية، وذلك لدوره المتميز وإسهامه في مجال الدبلوماسية وثقافة السلام، كما كرمت المؤسسة الوزير محمد فايق وزير الإعلام السابق، ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، لمسيرة عطائه الممتدة دفاعا عن القضايا الإفريقية وحقوق الإنسان. وأعلنت المؤسسة، خلال الحفل، عن الفائزين بجوائز التفوق الجامعي والعلمي في مجال القانون الدولي والعلاقات والنظم الإفريقية في الجامعات المصرية، ويتعلق الأمر بالطالبة حبيبة طارق لحصولها على أعلى درجة بالشعبة الفرنسية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكرليس أنيس الحاصل على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف بالشعبة الإنجليزية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. وبشأن جائزة الدراسات الإفريقية، فاز بالمركز الأول الدكتور إسلام محمد، وبالمركز الثاني الدكتورة عبير محمد. أما بالنسبة لجائزة القانون الدولي ففاز بالمركز الأول الدكتور محمود الشرقاوي، وبالمركز الثاني الدكتورة هبة سلامة أبو كليلة.