أولت الصحافة العالمية أهمية كبرى لما يجري في فرنسا بسبب سياسة الرئيس ماكرون، خاصة بعد لجوئه وحكومته لاعتماد المادة 49.3 من الدستور، لإقرار قانون إصلاح نظام التقاعد، المثير للجدل، والذي أدى لاحتقان شعبي في البلاد منذ الأشهر الماضية وتسبب في اندلاع احتجاجات وشل حركة مجموعة من القطاعات الحيوية بسبب الإضراب، حيث تساءلت كبريات الصحف العالمية عن مدى قدرة ماكرون على الصمود أمام هذه العاصفة وعن مستقبله داخل قصر الإليزيه. وقد أفردت بعض الصحف صفحاتها الأولى لتغطية الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي تجتاح فرنسا، حيث هناك اتفاق بين كبريات هاته الصحف كنيويورك تايمز الأمريكية وتليغراف البريطانية والتليفزيون الألماني والإيطالي، والإعلام الغربي بشكل عام بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بات عاجزا عن تسيير الأزمة التي تضرب البلاد وأنه وضع نفسه في مأزق لا يحسد عليه. وتصدرت صورة رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن الصفحة الأولى لجريدة نيويورك تايمز، التي قالت بأن ماكرون في حالة ضعف وأكثر عزلة، فيما وصفته صحيفة تيلغراف البريطانية بالبطة العرجاء وبأنه لم يعد بإمكانه الحكم، فيما قالت شبكة لاغا الإيطالية إن ماكرون استعمل القوة لتمرير قانون التقاعد دون الحاجة إلى البرلمان. أما صحيفة "لاغيبيبليكا الإيطالية"، فقد نشرت مقالا قالت فيه إن ماكرون تحدى الشعب والبرلمان معا لتمرير قانون إصلاح نظام التقاعد، فيما اعتبرت صحيفة ألمانية أن طريقة حكم ماكرون فشلت فشلا ذريعا. أجمعت إذن الصحافة العالمية أن استعمال منطق القوة من طرف ماكرون وحكومته لتمرير خطتهما لإصلاح نظام التقاعد سيؤدي بدون شك لإغراق البلاد في مرحلة من عدم اليقين، وهو ما جسدته الإضرابات المتوالية التي تشهدها فرنسا والتي شلت معظم القطاعات الحيوية في البلاد، جعلت الشك يتسلل لنفوس الفرنسيين بل جعلتهم إكثر إيمانا بأن ماكرون بات عاجزا عن السير بالبلاد لبر الأمان منذ بداية أزمة الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
