فادت مصادر إعلامية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم التعازي في وفاة أسطورة الاستخبارات السوفيتية جوهر فارتانيان، التي توفيت في 25 نونبر 2019 الجاري في موسكو عن عمر ناهز 94 عاما، وكانت فارتانيان ضمن فريق كلف بمهمة إحباط محاولة النازيين اغتيال قادة العالم خلال مؤتمر طهران عام 1943. وأشارت وكالة الأنباء الروسية نقلا عن بيان نشرعلى موقع الكرملين اليوم الأربعاء، إلى أن جوهر وزوجها غيفورك، الذي توفي عام 2012، شكلا “ثنائيا أسطوريا” بين موظفي الاستخبارات السوفياتية العاملين في الخارج بلا “غطاء” رسمي. وولدت جوهر في 25 يناير 1926 في مدينة لينيناكان (غيومري) في جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية، ثم انتقلت عائلتها للعيش في إيران في أوائل الثلاثينات، وفي عمر 16 عاما، وانضمت جوهر إلى مجموعة مناهضة للفاشية أسسها زوجها المستقبلي غيفورك فارتانيان، الذي شاركت معه بنشاط في تنفيذ عمليات استخباراتية. وفي عام 1943، شاركت فارتانيان بصفتها عضوا في هذه المجموعة، في عملية تأمين مؤتمر طهران، الذي جمع آنذاك في العاصمة الإيرانية زعماء الاتحاد السوفيتي يوسف ستالين والولايات المتحدة فرانكلين روزفلت وبريطانيا ونستون تشرشل، وكانت قيادة ألمانيا الهتلرية قد خططت لتنفيذ عملية خطف أو اغتيال القادة الثلاثة أثناء انعقاد المؤتمر، لكن الاستخبارات السوفيتية بالتعاون مع البريطانيين تمكنت من إحباط المخطط. وفي سنة 1951، تم إجلاء الزوجين فارتانيان إلى الاتحاد السوفياتي، قبل أن يتخرجا بنجاح من معهد يريفان للغات الأجنبية عام 1956، وتلا ذلك، كما أفاد المكتب الصحفي للاستخبارات الخارجية الروسية، عمل الزوجين لسنوات عديدة كجواسيس “بلا غطاء” في ظروف قاسية في العديد من دول العالم. وفي سنة 1986، وبعد 30 عاما من العمل الاستخباراتي “في الميدان”، عاد الزوجان فارتانيان إلى وطنهما، وفي نفس العام تقاعدت جوهر، لكنها واصلت العمل لتدريب الجيل الشاب في المؤسسة الاستخباراتية الروسية.