نشر الكاتب "فرانسوا سودان" مدير تحرير مجلة جون أفريك مقالا في ركن "لاتريبين"، عنونه ب " الصحراء.. الإطفائي ومشعل الحرائق" يقول فيه بأنه صراع في عصر آخر، خرج من ثلاجة الحرب الباردة ونشأ عن تداعيات إنهاء الاستعمار، التي عادت جمراتها لتشتعل للتو في أقصى غرب منطقة الصحراء. كما لو كان على خشبة المسرح مع الجيوش، جاء إبراهيم غالي ، 74 عامًا ، "رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة" للجبهة الوهمية للبوليساريو في 13 نونبر ، بزي عسكري وبشوارب مرتعشة ، ليعلن "الحرب" و استئناف الأعمال العدائية "بعد أن قام الجيش المغربي بتطهير معبر الكركرات، يضيف صاحب المقال. وأضاف بأنهم حتى لو أنهم أعلنوا عن حشد آلاف المتطوعين لهجوم وصفوه ب "الصاعق" ، يعلم الجميع أن الانفصاليين الصحراويين يتوفرون على أسلحة لم تتغير كثيرًا منذ الثمانينيات، فهذا يجعلهم يقتصرون على الحد الأدنى من تكتيكات الكر والفر: الاقتراب من جدار الجيش المغربي من مسافة، وإطلاق بعض الصواريخ، ثم الالتفاف على الفور هربًا من نيران التصدي. ورغم ذلك: فإنه ولأول مرة منذ أكثر من ثلاثين عامًا ( آخر قتال كبير كان في قطاع كلتة زمور في نونبر 1990 ، قبل عام واحد من إبرام وقف إطلاق النار)، صوت الأسلحة يسمع في الصحراء المغربية. وتابع سودان بأن المرء يحتاج فقط إلى إلقاء نظرة على الخريطة لفهم أن إعادة فتح منطقة الكركرات العازلة لحرية حركة المرور أمر حيوي بالنسبة للمملكة. إذ أن قرابة مائتي شاحنة ظلت عالقة عند الحاجز الذي أقامته البوليساريو هناك، مما يهدد بتوقف الشريان التجاري الذي يعتبر ضروريا للصادرات والتجارة بين المغرب وموريتانيا وأفريقيا جنوب الصحراء. بحيث أنه تم إنشاء المعسكر، الذي وصفه كاتب المقال ب"خراج التثبيت" في منتصف أكتوبر ،والذي كاد أن يصبح معسكرًا دائمًا للإتجار بجميع أنواعه حيث بدأ الانفصاليون في توطين العائلات الصحراوية، مما جعل إجلاءه في نهاية المطاف مسألة معقدة مثله مثل إخلاء معسكر أكديم إزيك، بالقرب من العيون، في نونبر 2010. وتابع، فبالنسبة لإبراهيم غالي وعشيرته، فإن الاستقرار في الكركرات بين المراكز الحدودية المغربية والموريتانية كان يراد منه خلق مصدر دخل وخلق تحول "قومي" يكون قادرًا على إعادة تعبئة ساكنة منهكة. وخلص المقال بأنه و بعد ملاحظة عدم قدرة بعثة الأممالمتحدة على إدارة هذه المشكلة (تتكرر توغلات البوليساريو في المنطقة منذ ست سنوات) اتخد الملك محمد السادس قراره. وبفضل نافذة الفرص الدبلوماسية وبدعم من غالبية دول الجامعة العربية، تمت عملية "تنظيف" الكركرات دون أي خسارة بشرية من أي من الجانبين، ولا أحد، باستثناء الجزائر، لم يدن العملية. إن اتهام المغرب بخرق وقف إطلاق النار، في حين أن الانفصاليين انتهكوا حقوق هذا الأخير بالفعل منذ تأسيسهم غير القانوني، أمر يؤدي إلى الخلط بين رجل الإطفاء ومشعل الحريق. هذا يبقى الشيء الرئيسي. فطالما لم يتم إزاحة وهم يدعى البوليساريو المستقل ولم تعترف الجزائر بدورها كطرف في النزاع، فلن تكون هناك تسوية نهائية ممكنة، الجزائر، أو بالأحرى أولئك الذين يديرونها، وكذلك جزء من طبقتها الإعلامية السياسية. وبالتالي فالغالبية العظمى من الجزائريين لا يهتمون بهذه القضية التي عفا عليها الزمن بشكل يائس.